يمثل الفنان الشعبي جمال الزرهوني أحد رواد العيطة العبدية المعروفة بالعيطة (الحصباوية). المغرب الذي سيحل ضيف شرف على الدورة 20 لملتقى بريست للبحر المرتقب تنظيمه في الفترة ما بين 13 و19 يوليوز القادم. والذي يتزامن مع العيد الوطني لفرنسا. وقال الزرهوني الذي من المقرر أن يشارك في هذا الملتقى ضمن وفد مدينة آسفي الذي سيمثل المغرب في هذه المناسبة إلى جانب كل من مدينتي الداخلة والحسمية. إن المشاركة في الملتقى البحري السنوي لبريست سيكون فرصة لتقديم نماذج من فن العيطة العبدية المتميزة بمضامينها الوطنية وقيمها الإنسانية والاجتماعية فضلا عن موازينها المكونة من 24 ميزان وإيقاعاتها المتنوعة. وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن فرقته التي تشتغل على هذا اللون الفني تعمل أساسا على رد الاعتبار للتراث الغنائي الشعبي وإنقاذه من مظاهر التحريف من خلال اختيار الكلمات الملائمة للحس الفني الرفيع مضيفا أن فرقته ستقدم خلال هذا الملتقى سمفونية العيطة الحصباوية ونماذج من العطية العبدية الوطنية خاصة منها عيطة «سيدي حسن» التي تم نظمها والتغني بها في عهد المولى الحسن الأول. ومن جهته أوضح سعيد لقبي المكلف بالتواصل وعضو اللجنة المحلية التي ستشارك في ملتقى بريست والمكونة من ولاية جهة دكالة عبدة والمجلسين الحضري والجهوي والمجلس الإقليمي أن أهمية العيطة الحصباوية تتمثل أساسا في كونها تؤرخ لعدد من المحطات التاريخية للمغرب وأنها تعالج العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية التي عرفتها البلاد سواء خلال فترة ما قبل الحماية الفرنسية أو بعدها مبرزا أن العيطة تعد أحد أوجه التراث الثقافي الوطني. وإلى جانب ذلك من المنتظر أن تشارك مدينة آسفي في هذا الملتقى بألوان فنية أخرى منها الطرب الأندلسي والملحون وفنون الطبخ وعرض للمنتوجات التقليدية لآسفي خاصة الخزف. وأضاف لقبي أن سلطات مدينة آسفي ستقدم قاربا تقليديا «أغاربو» تمت صناعته بآسفي . كهدية رمزية للشعب الفرنسي يوم 14 يوليوز القادم بمناسبة ملتقى بريست 2012 الذي يتزامن مع العيد الوطني لفرنسا. ويبلغ طول هذا القارب الذي كان يستعمل لحمل السلع من البواخر الراسية في عرض البحر قبل إنشاء ميناء آسفي 8 أمتار وعرضه مترين فيما تفوق مساحته 22 متر مربع ويبلغ وزن الأخشاب المستعملة في صناعته وهي من الخشب الأحمر نحو طنين. وأشار إلى أن الهدف من مساهمة آسفي في هذا الملتقى يتمثل في إتاحة فرصة للبلدان الأجنبية المشاركة لاكتشاف التقاليد المغربية الغنية في المجال البحري خاصة في منطقتي آسفي الأطلسية والحسيمة المتوسطية. وبنفس المناسبة سيتم إنزال القارب التقليدي «ألفالاغو» الذي يمثل القوارب التقليدية بسواحل مدينة الحسيمة التي كانت شواطئها تعتبر محطة أساسية في الملاحة البحرية على البحر الأبيض المتوسط منذ القدم. وأضاف أن الوفد المحلي المشارك سيقدم في هذه التظاهرة الدولية عروضا ثقافية حول المنطقة منها على الخصوص عرض حول الأضرحة المرابطة بجهة دكالة عبدة واستعراض رحلة «راع 2» البحرية التي قادها العالم النرويجي «ثهور هايدردهال» التي انطلقت في سنة 1970 من الشواطئ المغربية نحو القارة الأمريكية معتبرا أن «المحيطات لم تكن في يوم ما عائقا أمام تلاقح الحضارات وتقارب الثقافات بين الشعوب». وستشكل هذه المناسبة أيضا فرصة لتبادل الخبرات بين المدن البحرية لكل من المغرب والنرويج المرتبطان بهذه الرحلة الكبرى التي سيتم إحياء ذكراها في ملتقى بريست. ويحظي المغرب في هذا الملتقى البحري العالمي الذي ينعقد مرة كل أربع سنوات إلى جانب كل من إندونيسيا والميكسيك والنرويج وروسيا بصفة ضيف شرف.