بان كي مون ونبيل العربي وكوفي أنان يحذرون من حرب أهلية بسوريا حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من وجود تهديد متزايد لخطر اندلاع حرب أهلية في سوريا، موضحا أن مجلس الأمن الدولي سيتخذ «خطوات معينة» بهذا الصدد، بينما دعا الأمين لجامعة الدول العربية نبيل العربي المجلس إلى وقف العنف، في حين أكد المبعوث الدولي العربي كوفي أنان حصول محادثات حول مجموعة اتصال جديدة بشأن سوريا، واتهمت قطر النظام السوري بإفشال خطة أنان. وفي هذا الصدد، قال بان في مؤتمر صحفي مشترك مع أنان والعربي أول أمس الخميس، بعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن بشأن سوريا، إنه يوجد تهديد متزايد لاندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا، حيث لم تظهر أي علامات على انحسار العنف الذي يدور منذ أكثر من عام بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة. وأضاف أن «الشعب السوري ينزف.. هم غاضبون.. هم يريدون السلام والكرامة، وفوق كل شيء فهم جميعا يريدون إجراء عمليا»، وتابع «خطر الحرب الأهلية وشيك وحقيقي». وردا على سؤال بشأن أي إجراءات يمكن أن يتخذها مجلس الأمن حول الملف السوري، قال بان «أعتقد بأن مجلس الأمن سيتخذ خطوات معينة بشأن سوريا»، لكنه لم يفصح عن ماهية هذه الخطوات. من جهته، دعا نبيل العربي مجلس الأمن إلى تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، واستخدام كافة أشكال الضغط -عدا العمل العسكري- لوقف العنف في سوريا. وأضاف أن «المسألة الآن باتت في يد مجلس الأمن، وعلينا عدم خذلان الشعب السوري». وبدوره قال أنان «نعمل على تأسيس مجموعة اتصال من الدول المنخرطة في الملف السوري لحل الأزمة»، معتبرا أن سوريا ليست ليبيا والوضع قابل للانفجار في أي لحظة. وأضاف أن عسكرة القضية السورية سيؤدي إلى نتائج كارثية. وكان أنان قد حذر في وقت سابق من احتمالات انزلاق سوريا إلى حرب أهلية. وأكد أمام جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سوريا أن الأزمة تزداد تعقيدا، وأن احتمالات الانزلاق إلى حرب أهلية واردة، داعيا المجتمع الدولي إلى سرعة التحرك وتوحيد الجهود للتوصل إلى حل لهذه الأزمة. وقد اتهم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني السلطات السورية بإفشال خطة أنان، وقال عقب محادثات في باريس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن الجميع يؤيدون فكرة الانتقال إلى الفصل السابع لحل الأزمة السورية. لكنه أكد أن الأمر بحاجة إلى دعم الصين وروسيا داخل مجلس الأمن، مشيرا إلى أن هناك حلولاً للأزمة خارج الفصل السابع يجري التباحث بشأنها. وكان الأمين العام الأممي قال في مجلس الأمن إن أسلحة ثقيلة ورصاصا خارقا وطائرات بدون طيار استخدمت ضد المراقبين المنتشرين في سوريا، وفق ما نقل عنه دبلوماسيون. وقال الدبلوماسيون الذين شاركوا في اجتماع مغلق لمجلس الأمن إن بان قال إن ذلك كان بهدف إرغام المراقبين على الانسحاب من المناطق التي تتهم فيها القوات السورية بشن هجمات. وقبل ذلك، قال بان في جلسة الجمعية العامة الأممية إن المراقبين تعرضوا لإطلاق نار أثناء محاولتهم الوصول إلى موقع المذبحة «المروعة والمقززة»، داعيا الرئيس السوري بشار الأسد إلى التطبيق الفوري لخطة أنان للسلام. في المقابل أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستمنع صدور أي قرار من مجلس الأمن يجيز «تدخلا خارجيا» في سوريا. وقال خلال زيارة إلى كازاخستان «لن يكون هناك تفويض من الأممالمتحدة لتدخل خارجي في سوريا.. أضمن لكم ذلك». بدورها قالت الصين إنها تعارض بشدة «تدخلا عسكريا خارجيا» في سوريا. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (شينخوا) أن مبعوثها لدى الأممالمتحدة لي باودونغ أبلغ الأمين العام بدعم بلاده لضرورة الحل السلمي للأزمة السورية. وفي سياق متصل، ندد البيت الأبيض بالمجزرة «المروعة» التي شهدتها بلدة القبير، وبرفض دمشق السماح للأمم المتحدة بالتحقيق فيها، معتبرا ما جرى «إهانة للكرامة الإنسانية». كما أدانت مسؤولة السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون مجزرة القبير، مؤكدة أنها جريمة «لا تغتفر». وطالبت «بتحقيق كامل» في هذه «الجرائم المروعة».