أعلنت سوريا أن عددا من السفراء والدبلوماسيين الأجانب والأتراك "أشخاص غير مرغوب فيهم" بينما دعت روسيا والصين لدعم خطة المبعوث العربي الأممي كوفي أنان، وأكدتا معارضتهما للتدخل الأجنبي في سوريا أو تغيير النظام بالقوة، في وقت يستعد فيه أنان لزيارة واشنطن لمناقشة الأزمة السورية مع المسؤولين الأميركيين. وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السورية في بيان إن عددا من السفراء -وأبرزهم سفراء الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا- أشخاص غير مرغوب بهم، وذلك انطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل. ولفت البيان إلى أن سوريا قررت اتخاذ الإجراءات "الفورية" اللازمة من أجل تطبيق هذا القرار، موضحا أن الإجراء يشمل السفيرين الأميركي روبرت فورد والبريطاني سايمون كوليس الموجودين حاليا في بلادهما للتشاور، والسفير الفرنسي إيريك دوشوفالييه والسفير التركي عمر أونهون وكافة أعضاء السفارة التركية في دمشق من دبلوماسيين وإداريين. كما تم طرد كل الدبلوماسيين والعاملين بالسفارة الكندية وسفراء سويسرا وإيطاليا وإسبانيا، بالإضافة لدبلوماسيين بالسفارات الفرنسية والإسبانية والبلجيكية والبلغارية والألمانية. وكانت هذه الدول طردت السفراء والدبلوماسيين السوريين لديها احتجاجا على مجزرة الحولة في حمص التي راح ضحيتها أكثر من مائة مدني نصفهم تقريبا من الأطفال في 25 مايو/ أيار الماضي. حل سلمي وتزامن القرار السوري مع دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني هو جينتاو المجتمع الدولي لدعم خطة أنان ومهمة المراقبين الدوليين في سوريا لتشجيع الوصول إلى حل سلمي للأزمة في سوريا. وكان بوتين قد بدأ اليوم زيارة للصين يحضر خلالها قمة منظمة شنغهاي للتعاون والتي تبدأ أعمالها غدا وتستمر يومين. من جهتها شددت الخارجية الصينية على أن موقف الصين وروسيا موحد حول معارضتهما الحازمة لتدخل أجنبي وتغيير النظام بالقوة في سوريا. وقال المتحدث باسم الوزارة ليو وي مين بإفادة صحفية يومية إن البلدين ظلا على اتصال وثيق فيما يتعلق بالأزمة السورية، ويعتقدان أنه يجب أن يكون هناك وقف فوري للعنف، داعيا للبدء في الحوار السياسي بأسرع وقت ممكن.
وشدد المتحدث الصيني على ضرورة التعامل نهاية المطاف مع القضية السورية بطريقة مناسبة من خلال التشاور بين الأطراف المختلفة بالبلد بما يحقق المصلحة الأساسية للشعب السوري، وأكد أن الصين وروسيا تلعبان بطريقتهما دورا إيجابيا في القضية السورية. يُذكر أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (فيتو) العام الماضي ضد مشروعي قرارين لمجلس الأمن الدولي بشأن إدانة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. غير أن الجانبين صوتا العام الجاري لصالح خطة أنان المكونة من ست نقاط، بما في ذلك وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم 12 أبريل/ نيسان الماضي وإرسال مراقبين تابعين للأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار. مهمة أنان في هذه الأثناء قالت وزارة الخارجية الأميركية إن أنان سيزور واشنطن الجمعة حيث سيلتقي الوزيرة هيلاري كلينتون. ومن المقرر أن يطلع أنان الجمعية العامة للأمم المتحدة بجلسة مفتوحة الخميس على آخر التطورات بالأزمة السورية، قبل أن يحضر جلسة مغلقة لأعضاء مجلس الأمن الدولي لبحث الملف ذاته. من جانبه قال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان إن سوريا تواجه خطر الانزلاق إلى حرب أهلية دموية. وأوضح فوزي أن خطة أنان هي الوسيلة الوحيدة الممكنة لحل الأزمة السورية. وتدعو الخطة إلى وقف فوري للعنف وإطلاق سراح المحتجزين ووصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المضطربة. وأمس الاثنين اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن خطة أنان لا تزال محورية لحل النزاع في سوريا، وناشد الرئيسَ الأسد إنهاء العنف فورا باسم الإنسانية، ودعاه إلى بدء حوار سياسي شامل. والتقى ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز بان أمس وبحث معه الوضع في سوريا، وقالت وكالة الأنباء السعودية إن اللقاء تطرق إلى "مجمل الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة لتحقيق السلام وحقن الدماء في سوريا وبؤر الأحداث التي تشهدها المنطقة". وفي تحرك عربي آخر، قال مسؤولون بجامعة الدول العربية إن الأمين العام للجامعة نبيل العربي سيتوجه إلى نيويورك هذا الأسبوع لبحث الأزمة السورية مع الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن.