قال بوريس بولوتين، سفير جمهورية روسيا الفدرالية بالمغرب، إن روسيا "تثمن عاليا علاقتها مع المغرب التي هي مهمة جدا ولها جذور تاريخية". وأكد السفير، في حوار مع "المغربية"، أن العلاقات الروسية المغربية جيدة على مختلف المستويات، وأنها تتعزز يوما بعد يوم. وقال إن "الحوار السياسي بين روسيا والمملكة المغربية يتسم بمستوى عال من التنسيق، لكن يتطلب دعمه اقتصاديا"، مسجلا أن حجم المبادلات التجارية بين المغرب وروسيا ارتفع إلى 2 مليار و350 مليون دولار هذه السنة، وأن التبادل الثقافي بين البلدين يعرف وتيرة متصاعدة، مضيفا أن "روسيا تجدد تأييدها لسياسة الإصلاحات في المغرب. وبخصوص الوضع المتوتر في سوريا، أعرب السفير الروسي عن أسف بلاده لما يقع من "تقتيل يومي" في هذا البلد، مبرزا أن بلاده تدعم الحل السياسي السلمي في سوريا دون تدخل أجنبي في الشأن السوري، وأن الخارجية الروسية اتصلت مع رمز المعارضة السورية، برهان غليون، ليبلغ المعارضة موقف روسيا من الأحداث في بلاده. وقال إن موسكو تشجع مبادرة إطلاق حوار مستمر بين المعارضة السورية، بمختلف أنواعها، والحكومة. وبخصوص الانتخابات الرئاسية في روسيا، التي ستنظم يوم 4 مارس المقبل، قال السفير الروسي إن "التحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية يمر في أجواء شفافة وديمقراطية، والتنافس على الرئاسة لا يقتصر على وبتين وميدفيديف، بل هناك أربعة أسماء أخرى مرشحة للرئاسة"، مشيرا إلى أن سفارة روسيابالرباط خصصت مكتبين للتصويت بالنسبة إلى الجالية الروسية المقيمة بالمغرب، الأول بمقر السفارة الروسية بالرباط والثاني بمقر القنصلية بالدارالبيضاء، حتى تضمن مشاركة الجالية الروسية في الانتخابات الرئاسية. كيف يمكن تعزيز العلاقات المغربية الروسية؟ - العلاقات الروسية المغربية ممتازة، وفي هذه السنة، سنحتفل بالذكرى العاشرة للزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد السادس إلى العاصمة الروسية موسكو، التي كانت في أكتوبر من سنة 2002. ونتذكر جميعا أن تلك الزيارة الملكية توجت بتوقيع العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية بين البلدين، لذلك أقول إن علاقاتنا في الطريق إلى التطور أكثر مما كانت عليه، وعلينا جميعا أن نعمل لتطوير العلاقات، لتشمل مجالات أخرى، في إطار من التكامل والاحترام المتبادل. واليوم، لا يمكن أن نقول إلا أننا راضون عن مستوى الحوار السياسي بين المغرب وروسيا، والذي جعل وجهات النظر بين الرباطوموسكو تتطابق حول مختلف القضايا الدولية. ومن الناحية السياسية، أؤكد أن روسيا تتابع باهتمام كبير التجربة المغربية، التي يمكن أن تكون مثالا يحتذي في دول المنطقة العربية. وبهذه المناسبة، أذكر بالترحيب الكبير الذي أبدته الحكومة روسيا بخصوص الإصلاحات التي دشنها جلالة الملك، والتي انطلقت بالخطاب الملكي في 9 مارس 2011، باعتماد دستور جديد، وبإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، شفافة وديمقراطية. حجم التبادل التجاري بين البلدين ما زال دون التطلعات المرجوة، كيف يمكن تعزيز وتنشيط العلاقات التجارية؟ - من الناحية التجارية، نعتبر أن المغرب شريك استراتيجي لروسيا. وفي هذه السنة، حققنا رقما مهما في حجم المبادلات التجارية، تجاوز 2 مليار دولار، ما يجعل من المغرب الشريك التجاري الثاني لروسيا على مستوى الدول العربية والإفريقية، علما أن المغرب يحتل مرتبة ثالث أكبر شريك تجاري لروسيا في العالم العربي، كما تعد روسيا أكبر مستورد للفوسفاط. لنتكلم عن الوضع الدولي، لماذا اعترضت روسيا والصين على خطة السلام العربية، التي قدمها المغرب إلى أعضاء مجلس الأمن للأمم المتحدة، من أجل تسوية الأزمة السورية؟ أريد أن أذكر هنا أن روسيا واصلت، منذ بداية الأزمة السورية، جهودها الدبلوماسية للمساهمة في إيجاد حل سياسي، يوقف العنف ويحترم سيادة سوريا. وروسيا لن تسمح بتدخل عسكري أجنبي في هذا البلد. ويركز الجميع على أن روسيا منعت قرارات الأممالمتحدة، لكننا ننسى أن روسيا قدمت خطة متكاملة لتسوية الأزمة السورية، وهذه الخطة ما زالت موضوعة على طاولة مجلس الأمن. ومضمون الخطة ينسجم مع المقترحات المقدمة من طرف جامعة الدول العربية، الذي دعت فيه إلى وقف فوري للعنف، وإطلاق حوار شامل بين السلطات السورية والمعارضة، ونشر المراقبين العرب. ولماذا رفضت روسيا حضور اجتماع "أصدقاء سورية"، الذي انعقد في تونس الأسبوع الماضي؟ - موقف رفض روسيا لحضور اجتماع يوم الجمعة الماضي في تونس، وضحه ممثل وزارة الخارجية الروسي، الذي قال إن جدول أعمال الاجتماع، ولائحة المشاركين، لم تتوصل بها وزارة الخارجية. كما أنه لم يدع ممثلين عن الحكومة السورية، ولذلك، قاطعنا الاجتماع، ولم يتمكن من تحقيق أهدافه. لدينا انطباع بأن الاجتماع كان لخلق تحالف دولي، مماثل لمجموعة الاتصال في ليبيا، لدعم طرف ضد آخر في شأن داخلي. والآن، الوضع في سوريا أصبح محفوفا بالمخاطر، لذلك، تعتزم روسيا تقديم طلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة، لإرسال ممثله الخاص لزيارة سوريا، للتباحث مع جميع الأطراف في الحكومة والمعارضة. الانتخابات الرئاسية في روسيا على الأبواب، هل ستعيد الانتخابات ثنائية فلاديمير- بوتين؟ - رئيس الوزراء فلاديمير بوتين مرشح للانتخابات الرئاسية، ولديه فرصة جيدة للفوز في الانتخابات الرئاسية في 4 مارس، حسب استطلاعات الرأي الأخيرة. إن الانتخابات تجري في شفافية كاملة، وبمشاركة أربعة مرشحين آخرين، يمثلون كل الاتجاهات الموجودة في المجتمع الروسي. وأريد أن أشير هنا إلى أن الجالية الروسية المقيمة في المغرب، ستضمن مشاركتها في الانتخابات، عبر تخصيص مراكز الاقتراع في السفارة الروسية بالرباط، وبالقنصلية الروسية في الدارالبيضاء.