وَصَف المبعوث الدولي المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربيّة إلى سوريا، كوفي عنان، بعثة المراقبين التي قرّر مجلس الأمن الدولي إرسالها إلى سوريا، بأنها «فرصة أخيرة»، لتجنب انزلاق البلاد إلى حرب أهليّة طاحنة. ووصف عنان الوضع في سوريا، في تقييم قدمه أمام مجلس الأمن الدولي، أول أمس، بأنه «قاتم»، وعبر عن شعوره ب»القلق، إزاء تزايد المخاوف من نشوب «حرب أهليّة شاملة»، كما أشار إلى تزايد عمليات الاعتقال والتعذيب، التي تقوم بها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ضدّ المعارضين المناوئين له. كما كشف عنان عن اعتزامه التوجّه إلى دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة، لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا، على ضوء خطة «النقاط الست»، التي تهدف إلى وقف أعمال القتل، التي حصدت ما يقرب من 15 ألف قتيل، بحسب تقديرات لجماعات المعارضة السوريّة. وكانت السفيرة الأمريكيّة بالأممالمتحدة، سوزان رايس، قد وصفت الوضع في سوريا بأنه «لا يزال مزرياً»، وشددت على أن واشنطن كانت واضحة منذ البداية بضرورة العمل على إنجاح خطة عنان، واتهمت النظام السوري بعدم الالتزام بتنفيذ بنود خطة النقاط الست، التي قدمها المبعوث الدولي. وفيما دعت رايس نظام الأسد إلى «التنحّي» عن السلطة، واصفةً إياه بأنه «فقد شرعيته»، فقد شدّدت على أن الولاياتالمتحدة ستواصل الضغط على نظام دمشق، كما أشارت إلى أن واشنطن تعمل على تشكيل «تحالف دولي» من أجل ضمان انتقال السلطة في سوريا. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد دعا في وقتٍ سابق الاثنين، المجتمع الدولي إلى «الاحتشاد» خلف خطة عنان، بهدف التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، ووقف أعمال العنف المسلح بكافة أشكاله، من قِبل جميع الأطراف. من جهته، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة لروما، إن على الأممالمتحدة أن تزيد عدد مراقبيها في سوريا بشكل واضح. وأضاف “نحن بحاجة إلى ألف أو ألفين وربما ثلاثة آلاف مراقب، أي مهمة كبيرة قادرة على تفقد البلاد بأكملها ورؤية ما يجري فيها”. وحذر أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي في بكين، من أن تصاعد العنف في سوريا قد يدفع إلى “حرب أهلية”، وأعرب عن تأييده لخطة عنان. ووجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف، مناشدة ملحة للدول المانحة ومتبرعين آخرين بتوفير نحو 20 مليون يورو، حتى تتمكن المنظمة من تقديم مساعدات طوارئ لعشرات الآلاف في سوريا. واعتبر رئيس المنظمة جاكوب كيلنبرغر أن القتال كان شديدا للغاية في بعض المناطق، وأنه “في بعض الأحيان يمكن توصيف الانتفاضة بأنها حرب أهلية محدودة”. وذكرت صحيفة “الخليج” أنها علمت من مصادر دبلوماسية بالأممالمتحدة عن وجود مشاورات بين الدول الغربية بشأن اقتراح مشروع يدعو لفرض منطقة حظر جوي وحمايتها لتكون منطقة آمنة للاجئين السوريين في تركيا. وفي الداخل السوري، كشفت مصادر ملاحية سورية عن توقف واردات وقود الديزل الضروري لتشغيل المركبات الثقيلة، بما في ذلك دبابات الجيش، في تطور قد يقلب موازين المعادلة على الأرض. وقالت مصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها ل"رويترز": إن سوريا تواجه توقفا في واردات وقود الديزل الضروري لتشغيل المركبات الثقيلة، بما في ذلك دبابات الجيش، مع استهلاك سلسلة شحنات من روسيا خلال الأسابيع الأربعة الماضية". وأظهرت بيانات قدمها مصدر ملاحي أن ميناءي بانياس وطرطوس السوريين لم يستقبلا أي شحنات من زيت الغاز، الذي يمكن تسويقه كوقود ديزل خلال الأسابيع الأربعة الماضية. من ناحية أخرى، أوضح وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو أن بلاده تكبدت خسائر نتيجة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة على القطاع النفطي، تقدر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار. وقال الوزير في بيان إن سوريا "كانت تصدر نحو 150 ألف برميل يوميا من النفط الخام، من أصل 380 ألف برميل، وقامت الوزارة بخفض الإنتاج وإغلاق بعض الآبار المنتجة، ما أدى إلى نقص في الإنتاج وصل إلى 35 مليون برميل، تقدر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار منذ تطبيق قرارات وقف التصدير في إبريل 2011".