عجز المنتخب الوطني لكرة القدم عن تجاوز خصمه الغامبي بملعب «الإستقلال» بمدينة باكو، في ضربة البداية بالتصفيات القارية المؤهلة لكأس العالم المقررة بالبرازيل سنة 2014. وارتفعت نسبة الشك وضعف الثقة في مردود غيريتس، بعد الهزيمة في اللقاء الودي التحضيري أمام منتخب السينغال، ليتأكد من جديد أن أسلوب العمل غير مجدي. وأن المشاركة السلبية والفاشلة في النهائيات الإفريقية والخروج «المذل» في الدور الأول لم يكن مفاجئا رغم التصريحات الفضفاضة التي جاء بها المدرب البلجيكي قبل الرحلة وخاصة عندما واعدنا بالتنافس من أجل اللقب وباع لنا الوهم بمقابل موثق ومضمون في عقد مطروز و(مغيز). ولاحظ المتتبعون كيف أعد «غيريتس» المنتخب الوطني، وكيف جمع أطرافه واختار تركيبته عقب الهزيمة في الاختبار السينغالي بمراكش، وتابع الجميع باستغراب أجوبة سعادة المدرب عن أسئلة الصحفيين بمراكش قبل حزم الحقائب والسفر إلى مدينة بانجول الغامبية، ولاحظوا ارتباكه وهو يطلب أسبوعا لترميم ما تفكك. نعم لقد طلب أسبوعا بعد أن قضى سنة ونصف في مهمته رفقته الفريق الوطني. كانت فيها جامعتنا الموقرة ولا زالت وفية بالتزاماتها اتجاهه تسدد مستحقاته المالية في الموعد. فإلى أين يسير الخبير البلجيكي غيريتس بالمنتخب الوطني.؟ ندرك جيدا أن الرجل لا يتعمد حصد السلبيات، لكنه لم يوفق لتجربته المحدودة والمنحصرة في تأطير الفرق، ولم يسبق أن درب منتخبا. ولكونه فشل في المدة التي تحمل فيها المسؤولية في المغرب، وتحت إشرافه خرج منتخبنا من الدور الأول في النهائيات الإفريقية، وهذا ليس جديدا علينا وسبق لنا أن عشنا الإقصاء من قبل لكن بتكلفة مالية أقل. واليوم، بتكاليف باهضة ( لم يعلن عنها بعد) وإمكانيات غير مسبوقة، لم يتمكن الخبير البلجيكي من رسم معالم فريق ولم يستقر على تركيبة بشرية. لا يتواصل إلا بمناسبة المباريات، وفي لقاءات لا تخرج عن الذاتية، وتابعنا ما قاله مؤخرا في مراكش حيث أعلن أنه مستمر في مهمته حتى لو ينهزم المنتخب في لقاءي غامبيا وكوت ديفوار. وعقب ما قاله، تعثر في غامبيا ونجا المنتخب الوطني من الهزيمة أمام خصم مغمور لم يسبق أن وقع هدفا في مرمانا، وظهرت مجموعتنا كالعادة تتكون من لاعبين في غياب فريق. وفي هذه المرة، وفي رسائل حدد مضمونها وأهدافها وحده غيب يوسف حجي، ومروان الشماخ، وعادل تاعرابت، وآخرين، واعتمد المحترفين برادة وبركديش وايت فانا والمحليين بلمعلم والصالحي والخالقي وبورزوق وركب توليفة أخرى في آخر الساعات معتمدا ( طنجرة الضغط) في التحضير السريع، وكان طبيعيا أن يفجر المنتوج القلق، ويوسع دائرة الشك وتطلع الأسئلة الحارقة من جديد حول القيمة المادية لما نحصد من نتائج، وحول المستقبل في ظل هذا الرجل. وبعد الاكتفاء بالتعادل في لقاء غامبيا، هل يعدنا غيريتس بالفوز على كوت ديفوار؟ وبالتأهل لمونديال البرازيل 2014 ؟ وهل يستمر في ترويج الأوهام بدعم من مريديه؟؟