تاريخ وثقافة وقيم مشتركة أكد الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج٬ عبداللطيف معزوز٬ الخميس٬ أن جناح الحسن الثاني بالمعرض العالمي 1992 بمدينة اشبيلية حيث يوجد المقر الحالي لمؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط٬ «مكان يعكس التاريخ والثقافة والقيم المشتركة» التي تجمع بين المغرب والأندلس. وأضاف معزوز٬ بالعاصمة الأندلسية خلال ندوة صحفية بمناسبة تقديم برنامج الأبواب المفتوحة المنظمة في إطار الاحتفال بمرور عشرين سنة على تنظيم المعرض العالمي باشبيلية (إكسبو 92)٬ أن هذا الجناح٬ الذي أطلق عليه اسم جلالة الملك الحسن الثاني٬ مكان يجمع بين «عبق التاريخ» و»البعد المغربي الأندلسي». وأبرز الوزير الدور «الهام» الذي تضطلع به مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط في توطيد العلاقات الثقافية بين المغرب وإسبانيا. وأشار إلى أن «هناك إرادة إنسانية وسياسية للاستفادة من البعد الثقافي الذي تمثله مدينة اشبيلية - متحف في الهواء الطلق - من أجل مستقبل تطبعه قيم التفاهم والسلام والتسامح»٬ مبرزا التعاون الوثيق الذي يجمع منذ سنوات بين الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج والمؤسسة الأندلسية. وذكر عبداللطيف معزوز بأن الوزارة أطلقت قبل سنتين برنامجا لفائدة المغاربة المقيمين في الخارج يتوخى تعزيز روابطهم مع الوطن الأم٬ معتبرا أن جهة الأندلس ومؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط تعتبران الفضاء الأكثر ملاءمة لتحقيق هذا الهدف. من جهتها٬ أكدت المستشارة (وزيرة) لدى رئيس الحكومة الأندلسية والمسؤولة عن المساواة سوسانا دياث٬ أن جناح الحسن الثاني في المعرض العالمي في اشبيلية شكل «جزءا مهما» من هذا الحدث التاريخي٬ مبرزة أن الأمر يتعلق ب «إرث مرجعي للمعرض العالمي في اشبيلية». وفي هذا الصدد٬ أشادت دياث بالعلاقات الممتازة التي تجمع بين المغرب والأندلس في مختلف المجالات٬ مشيرة إلى أن مؤسسة الثقافات الثلاث٬ التي أنشئت في سنة 1998 بمبادرة من الحكومتين المغربية والأندلسية٬ تعتبر «مثالا جيدا» لهذا التعاون لاسيما في المجال الثقافي. وسيتم تكريم الجناح المغربي٬ الذي أقيم بمناسبة المعرض العالمي لاشبيلية ما بين 24 و31 ماي الجاري٬ من خلال تنظيم الأيام المفتوحة للاحتفال بالذكرى العشرين لمعرض (إكسبو 92). ويشكل هذا الأسبوع بداية سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية المنظمة تحت شعار «المغرب في إسبانيا» ستشمل العديد من المدن الإسبانية٬ بمبادرة من الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج ومؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط. ويشمل برنامج هذا الأسبوع تنظيم أبواب مفتوحة بجناح المغرب٬ حيث يوجد المقر الرئيسي لمؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط من أجل تمكين الجمهور من الاطلاع على روعة الهندسة المعمارية التي تميز هذا المبنى الذي شكل خلال السنوات العشرين الماضية مرآة حقيقية تعكس غنى وتنوع الفنون المغربية الأصيلة والمعاصرة. كما يتضمن برنامج هذه الذكرى تنظيم عدد من السهرات الفنية تشمل موسيقى الفلامنكو والموسيقى المغربية٬ فضلا عن عدد من العروض الفولكلورية التي تمثل مختلف جهات المملكة. وبدوره سيكون الفن السابع حاضرا في هذا الحدث الثقافي المتميز من خلال عرض مجموعة من الأفلام التي أبدعها مخرجون مغاربة وترتبط مواضيعها بالمغرب.