أكد الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج، عبد اللطيف معزوز، أن العنصر البشري يشكل «رافعة هامة» لتطوير علاقات التعاون والشراكة بين المغرب وإسبانيا. وأبرز الوزير المغربي خلال ندوة مساء أول أمس الخميس، بمدينة إشبيلية (جنوبإسبانيا) في إطار أسبوع الأبواب المفتوحة المنظم بمناسبة الاحتفال بمرور عشرين سنة على تنظيم المعرض العالمي بإشبيلية (إيكسبو92) أنه بالإضافة إلى تقاسم المملكتين الاسبانية والمغربية التاريخ والجغرافيا والحضارة والاقتصاد فإن العنصر البشري يظل الدعامة الأساسية لهذا العامل المشترك. وفي هذا الصدد دعا عبد اللطيف معزوز إلى بذل الجهود الهادفة إلى تسهيل وتبسيط الإجراءات الإدارية في مجال تنقل الأشخاص بين البلدين وخصوصا بالنسبة للطلبة، مضيفا، أنه يتعين القيام بهذا العمل «مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع المتقدم الذي يحظى به المغرب في شراكته مع الاتحاد الأوروبي والذي تعتبر إسبانيا إحدى ركائزه الأساسية». وفي هذا السياق،أكد الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج أن تنقل الأشخاص في عالم اليوم الذي يتسم بالعولمة «يجب أن يتم بالتوازي مع تدفق السلع والخدمات ورؤوس الأموال»، مبرزا، أنه من مصلحة البلدان المستقبلة والمرسلة للهجرة « العمل معا من أجل القضاء على جميع المظاهر المضرة المتصلة بالإقصاء وسوء الفهم والتمييز وذلك من أجل تثمين التراث الإنساني المتقاسم». وأشار معزوز إلى أن العمل الذي تقوم به الحكومتان ينطلق من كون الهجرة من كلا الاتجاهين لا يمكن إلا أن يكون وسيلة لتحقيق التقارب والاستقرار والتنمية بالبلدين الجارين. وتأسيسا على ذلك، أكد الوزير أن الثقافة تمثل «عاملا للاستقرار وخصوصا بالنسبة للشباب المهاجرين، مبرزا، أن الحكومة المغربية تعطي الأولوية لتكثيف وتنويع العرض الثقافي لفائدة المغاربة المقيمين في الخارج. ومن جهة أخرى شدد على الدور الذي تضطلع به مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط التي اعتبرها «رافعة للتعدد الثقافي» بالنسبة لهذه الجالية مشيدا بالتوقيع على اتفاقية شراكة بين الوزارة والمؤسسة. ومن جانبه٬ أكد سفير المغرب في إسبانيا أحمدو سويلم على العلاقات الممتازة التي تجمع بين المغرب وإسبانيا فضلا عن مساهمة الجالية المغربية في تعزيز هذه العلاقات. وأبرز الدبلوماسي المغربي في هذا الصدد التاريخ والقيم المشتركة التي تجمع بين البلدين الجارين. ومن جهتها أكدت إلبيرا سان خيرونس المسؤولة بالحكومة المستقلة للأندلس المديرة العامة لمؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط الأهمية التي توليها الحكومة الأندلسية لتعزيز التعاون الثقافي مع المغرب وخصوصا لفائدة الجالية المغربية في هذه الجهة. يذكر أن الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج يقوم بزيارة عمل لإقليم الأندلس بإسبانيا تندرج ضمن اللقاءات الهادفة إلى تعزيز علاقات التعاون مع بلدان إقامة الجالية المغربية المقيمة بالخارج وتكثيف التواصل مع مختلف مكونات هذه الجالية وكفاءاتها واستشراف سبل تنمية التعاون خدمة لمصالح الجالية المغربية بإسبانيا. وقد ترأس معزوز في هذا الإطار رفقة ممثلين عن السلطات الأندلسية افتتاح فعاليات الدورة الثالثة للأسبوع الثقافي المغربي المنظم بتعاون مع مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الابيض المتوسط والذي يصادف هذه السنة تخليد الذكرى العشرين لمعلمة جناح الحسن الثاني بمعرض إشبيلية 1992 العالمي. ويشكل هذا الأسبوع بداية سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية المنظمة تحت شعار»المغرب في إسبانيا» ستشمل العديد من المدن الإسبانية بمبادرة من الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج ومؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط. ويشمل برنامج هذا الأسبوع تنظيم أبواب مفتوحة بجناح المغرب حيث يوجد المقر الرئيسي لمؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط من أجل تمكين الجمهور من الاطلاع على روعة الهندسة المعمارية التي تميز هذا المبنى الذي شكل خلال السنوات العشرين الماضية مرآة حقيقية تعكس غنى وتنوع الفنون المغربية الأصيلة والمعاصرة. كما يتضمن برنامج هذه الذكرى تنظيم عدد من السهرات الفنية تشمل موسيقى الفلامنكو والموسيقى المغربية فضلا عن عدد من العروض الفولكلورية التي تمثل مختلف جهات المملكة. وبدوره سيكون الفن السابع حاضرا في هذا الحدث الثقافي المتميز من خلال عرض مجموعة من الأفلام التي أبدعها مخرجون مغاربة وترتبط مواضيعها بالمغرب. وقد اغتنم المنظمون مناسبة تنظيم المعرض الثالث للصناعة التقليدية من أجل تنظيم لمدة أسبوع مجموعة من الأنشطة ستحول جناح المغرب إلى مدينة عتيقة ستمكن الصناع التقليديين القادمين خصيصا من المغرب من عرض خبراتهم ومهاراتهم للجمهور وذلك في مختلف التخصصات. وبالإضافة إلى ذلك سيتم تنظيم سلسلة من الندوات والموائد المستديرة حول موضوع الحوار بين الحضارات. وتعتبر مؤسسة الثقافات الثلاث التي تأسست سنة 1998 في إشبيلية منتدى تم إحداثه على أساس مبادئ السلام والتسامح والحوار ويتمثل هدفه الرئيسي في تعزيز التقارب والتواصل والتفاهم المشترك بين شعوب وثقافات البحر الأبيض المتوسط. كما تعد مؤسسة الثقافات الثلاث التي أحدثت بمبادرة من الحكومة المغربية والحكومة المستقلة للاندلس إحدى الهيئات الأكثر نشاطا في الفضاء الأورومتوسطي.