اكتشف محبو قلعة شالة التاريخية في العاصمة الرباط، العازف الروسي أليكسي أرخيبوفسكي، الملقب من قبل معجبيه ب”جيمي هندريكس الآلة الوترية”، خلال فعاليات اليوم الرابع لمهرجان “موازين إيقاعات العالم”. وقدم أرخيبوسكي بشكل منفرد، خلال الحفل الذي أقيم على منصة العرض الصغيرة التي يحضرها جمهور قليل من متذوقي الموسيقى العالمية الأصيلة، معزوفات من التراث الموسيقي الروسي التقليدي ممزوجة بإيقاعات حديثة وسريعة في بعض الأحيان أثارت إعجاب الجمهور. وكان بين دبلوماسيون معتمدون في العاصمة الرباط، من روسيا وأوروبا الشرقية خصوصاً. ويملك أليكسي أرخيبوفسكي، كما يقول عنه نقاد الموسيقى “قدرة كبيرة على العزف على آلة العود الروسية برشاقة وانسياب، تسمح له بالانتقال من الإيقاعات التقليدية الروسية إلى إيقاعات عالمية صاخبة، والعودة بالمستمعين لعزفه إلى الهدوء والسكينة، ثم يأخذهم بسرعة إلى إيقاع متسارع وقوي في تلاعب ذكي بالأحاسيس”. وللعازف الروسي قدرة على التلاعب بصوت الآلة الوترية الروسية المسماة ب”البلالايكا”، حيث يظن المستمع تارة أنها عود، وتارة أخرى تخرج من أوتارها ألحان قيثارة، ثم تصدر عنها أحياناً أصوات العزف على البانجو، مختصرة الكثير من الآلات الوترية، وهي ميزات جعلت محبيه يلقبونه ب”جيمي هندريكس الآلة الوترية”. وتشبه آلة البلالايكا الآلات الوترية الأخرى في تصميمها، إلا أنها صغيرة الحجم والجزء السفلي المقعر يأخذ شكلاً مثلثاً، وهي مؤلفة من ثلاثة أوتار فقط. ويعتبر أرخيبوفسكي أستاذاً بلا منازع في العزف على آلة “البلالايكا”، حيث ورث حبه للموسيقى عن والده الذي كان يعزف على “الغارموشكا” الروسية (الأكورديون)، ويشبهه الروس ونقاد الموسيقى ب”باغانيني روسيا” نسبة إلى عازف الكمان والملحن الإيطالي المشهور نيكولوي باغانيني. ولد أرخيبوفسكي سنة 1968، وبدأ في دراسة الآلة الوترية في سن التاسعة، ثم انضم إلى مدرسة “غنيسينس” للموسيقى في موسكو، وفاز بالمسابقة لأول مرة وهو لايزال في سن السابعة عشرة. وعمل أرخيبوفسكي عازفاً منفرداً في أوركسترا “سمولينسك” الروسية، وفيها بدأت مهاراته تبرز في العزف على “البلالايكا” التقليدية، لتستدعيه الأكاديمية الروسية للموسيقى، ليصبح مرجعاً ومطوراً للبلالايكا التي ترافق ألحانها الرقصات الروسية التقليدية الشهيرة.. وعرف الشهرة العالمية حين قام بجولة موسيقية الخارج بين 2002 و2003 من أجل تمثيل الثقافة الروسية في عدد من الدول من بينها الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وإسبانيا، ومنذ ذلك الحين، وهو يستضاف في أكبر مهرجانات العالم.