استنكر المجلس العلمي الأعلى بشدة التصرف البغيض المتمثل في إقدام شخص يدعي الانتماء لجهة دينية في الولاياتالمتحدةالأمريكية على إحراق نسخ من القرآن الكريم، مؤكدا أن هذا الفعل يعد «خطيئة عظمى ومفسدة كبرى في حق جميع الأديان». وأضاف المجلس، في بلاغ صادر عن أمانته العامة، أول أمس الخميس، أن هذا العمل يشكل استفزازا وإذاية لمشاعر المسلمين في العالم أجمع، مجددا مناشدته الحكماء وذوي الضمائر الحية وكافة المؤمنين في العالم التضامن في محاربة التطرف الديني بجميع أشكاله والعمل ما في وسعهم لإبطال مفعول مثل هذه التصرفات وعزلها وإفراغها من كل تأثير . وفي ما يلي النص الكامل لهذا البلاغ: «منذ عام ونصف هدد شخص، يدعي الانتماء لجهة دينية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بإحراق نسخة من القرآن الكريم وكان المجلس العلمي الأعلى قد أصدر بلاغا يحذر فيه من القيام بهذا الفعل الشنيع، وها هو ما حذر منه المجلس قد وقع، حيث أقدم الشخص المذكور على إحراق نسخ من كتاب الله العزيز. والمجلس العلمي الأعلى الذي يتشرف برئاسة أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس،، إذ يستنكر أشد ما يكون الاستنكار هذا التصرف البغيض، يعبر عما يلي: 1- إن إحراق نسخ من القرآن الكريم الذي هو وحي من رب العالمين، ومصدق لما بين يديه من كتب الأنبياء والرسل السابقين، لهو خطيئة عظمى ومفسدة كبرى في حق جميع الأديان. 2- إن هذا الإجرام المتمثل في العدوان على كتاب يدعو إلى الخير والسلام، لا يمكن أن يبرر بأي مبرر مهما كان. 3- إن هذا العمل يشكل استفزازا وإذاية لمشاعر المسلمين في العالم أجمع، بمن فيهم المسلمون في العالم الغربي، بل ولكل المؤمنين. 4- إن أولى من ينبغي أن يحرصوا على عدم وقوع مثل هذه التصرفات هم أهل الأديان في جميع القارات، وذلك بأن يتبرأوا من هذه الجريمة بدعوى الدفاع عن دين من الأديان أو عن حرية الأديان. 5- إن إحراق نسخة من القرآن الكريم إن كان يمس بمشاعر المسلمين ويحزنهم، لا ينال من حرمة القرآن ولا من تشبث المسلمين بقيمهم الإنسانية المستمدة من هذا الكتاب، لأن هذا القرآن، مهما كيد له، محفوظ في صدور المسلمين. وعليه، فإن المجلس العلمي الأعلى الذي يتشرف برئاسة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، وهو الذي ما فتئ يدعو ويعمل على التفاهم والتعارف والتعاون بين الأديان والثقافات، يكرر مناشدة الحكماء وذوي الضمائر الحية في مختلف مواقعهم، كما يناشد جماهير المؤمنين في الولاياتالمتحدة وفي باقي بلدان العالم، أن يتضامنوا في محاربة التطرف الديني بجميع أشكاله، وأن يعملوا ما في وسعهم لإبطال مفعول مثل هذه التصرفات وعزلها وإفراغها من كل تأثير، وأن يقوموا بمبادرات حضارية للتعبير عن تضامن أهل الإيمان وقدرتهم على إحباط مؤامرات المجرمين».