خلال الفترة الممتدة ما بين 13 و17 يونيو 2012، تنطلق الدورة السابعة عشر من مهرجان شالة لموسيقى الجاز الذي تنظمه مفوضية اللجنة الأوروبية و السفارات و المعاهد الثقافية للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، بشراكة مع وزارة الثقافة المغربية وولاية الرباطسلا زمور زعير، وتحتضنه مدينة شالة الأثرية و فضاءات أخرى بالعاصمة الرباط، تحت شعار «إعادة الاعتبار للإنساني». ومن المقرر أن يشارك في هذه الدورة حوالي 40 موسيقيا يمثلون 14 بلدا من بلدان الاتحاد الأوروبي إلى جانب موسيقيين مغاربة. الكل سيحتفي بالتنوع الثقافي من خلال تعدد وغنى الأساليب الموسيقية المتقاطعة مع الجاز. ويهدف مهرجان موسيقى الجاز لشالة، الذي تم إحداثه سنة 1996 إلى إرساء حوار ثقافي بين موسيقيين أوروبيين ومغاربة. وعلى إيقاعات موسيقية من مختلف الأطياف في تلاحم تراثنا مع نغمات الجاز الذي يقيم الدليل عن قيمة المشترك والمتنوع الثقافيين اللذين يميزان علاقة شعوب أوروبا بشعوب الضفة الجنوبية للمتوسط. برنامج هذه الدورة سيكون عبارة عن مزيج من التعبيرات الموسيقية تعكس مستوى التطور الذي عرفه هذا الفن على الصعيد الأوروبي من جهة وفرصة لعشاق الجاز في المغرب للتمتع بلقاءات فنية ستقام بين مجموعات جاز أوروبية وفنانين مغاربة ولعل هذه من مميزات مهرجان شالة الذي اعتمد منذ بداياته على تقنية المزج بين الثقافات في إطار حوار يتخذ من الإيقاعات الموسيقية لغة تعبيره. يقول المدير الفني للمهرجان الفنان مجيد بقاس «أن مهرجان الجاز بشالة «يرسخ، سنة بعد أخرى، فكرة التلاقح الثقافي، ويواصل مسيرته لترسيخ موسيقى جديدة عابرة للثقافات، تدمج الهويات، وتعيد رسم حدود الموسيقى، عبر الاستماع والتبادل والكتابة بمشاعر فنية ذات أبعاد إنسانية». هذا المهرجان الذي بدأ خلال سنة 1996 عبارة عن حفلات موسيقية محدودة بفضاء الوداية، مع توالي الدورات لم يعد هذا الفضاء قادرا على استيعاب فعالياته المتعددة، وارتفاع عدد عشاقه في المغرب، لينتقل سنة 2005 إلى موقع شالة التاريخي، وفضاءها البديع وتتوالى النجاحات بعد ذلك، واستقطاب جمهور معظمه من الشباب. هذه السنة من جديد يؤكد مهرجان شالة للجاز الذي يحتفي بدورته السابعة عشر، مكانته و الخطوات الكبيرة التي قطعها على درب ترسيخ هذه التظاهرة التي تحتفي بالحوار الثقافي بين الشعوب، وتقدم سنويا العديد من الحوارات الموسيقية بين التراث المغربي وموسيقى العالم لتكون النتيجة تدفقا موسيقيا يتخطى الحدود ويتحدى الاختلافات. يقول جون بيير بيسوت، المدير الفني الأوروبي للمهرجان، في البلاغ نفسه، إن «الجاز، في هذه المرحلة بالذات، هو مرآة تعكس القيم المهمة المتمثلة في الحرية، واختيار التعبير الموسيقي، الذي يتغذى من الحوار المتبادل، وكذلك من خلال التسامح، الذي تعبر عنه مثل هذه المناسبات». إلى ذلك ستتميز الدورة السابعة عشر باستدعاء العديد من الفنانين من مختلف بلدان أوروبا ومن المغرب أيضا وسيكون الافتتاح مع مجموعة كوستاس تيودورو اليونانية التي ستمتزج مع إيقاعات الفلامنكو للرباعي سيمو البوعزاوي، كما سيحلق الحضور ليلة الختام مع الرباعي البرتغالي للفنانة لويزا صوبريل يعقبها الفرنسي جان ماري ماتشادو والبريطاني اندي شيبارد بينما سيسبق إسدال ستار الدورة حفل كبير للمعلم الكناوي حميد القصري مرفوقا بقارع الطبل المغربي كريم زياد. بين الافتتاح والختام يعد مهرجان شالة ضيوفه بطابق مشكل من فواكه الموسيقى المتنوعة استدعى لإحيائها قائمة من الفنانين والمجموعات ذات الشهرة العالمية من أمثال: رباعي باسكال شوماخر، مجموعة الرباب فيزيون التي يقودها الفنان المغربي المحبوب فولان بوحسين، الرباعي الايطالي فرانشيسكو بيرزاتي الذي سيكرم الزعيم الأسود مالكوم اكس من خلال إحدى مقطوعاته الموسيقية، إضافة إلى الثلاثي البلجيكي سلنغ، المغربي ياسر رامي، وعازف العود المغربي سعيد الشرايبي وغيرهم كثير . من جديد ستكون الموسيقى في مهرجان شالة، انعكاسا لطموحات التلاقح والتعايش الثقافي الذي يستحيل أن يوجد الا من خلال نساء ورجال يشتغلون عليها ويقاسمون الانسان من خلال هذه اللغة المشتركة، تمرة إحساسهم الكوني، ودون هذه اللغة التي تعد أرقى الطرق لفهم الذات والآخر، يستحيل أي تعايش ف «لولا الموسيقى لكان العالم مجرد كذبة» كما يقول الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه. من 13 إلى 17 يونيو القادم، سيكون موعد جمهور الجاز مع أهم تظاهرة تحتفي بهذا النمط الموسيقي، بفضاء شالة الرائع وبروح التضامن المعهودة فيه، سيخصص مهرجان الجاز في شالة ريع حفلاته لفائدة العمل الخيري في المغرب.