خلال الفترة الممتدة ما بين 10 و 14 يونيو 2010، ينطلق مهرجان شالة لموسيقى الجاز الذي تنظمه مفوضية اللجنة الأوروبية و السفارات و المعاهد الثقافية للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، بشراكة مع وزارة الثقافة المغربية وولاية الرباطسلا زمور زعير. عشرة عروض 37 فنانا موسيقيا من 13 بلد حول أوروبا تم انتقاؤهم بعناية فائقة، هذا باختصار برنامج الدورة الخامسة عشرة من مهرجان شالة للجازّ، وعلى إيقاعات موسيقية من مختلف الأطياف في تلاحم تراثنا مع نغمات الجاز الذي يقيم الدليل عن قيمة المشترك و المتنوع الثقافيين اللذين يميزان علاقة شعوب أوروبا بشعوب الضفة الجنوبية للمتوسط. برنامج هذه الدورة سيكون عبارة عن مزيج من التعبيرات الموسيقية تعكس مستوى التطور الذي عرفه هذا الفن على الصعيد الأوروبي من جهة وفرصة لعشاق الجاز في المغرب للتمتع بلقاءات فنية ستقام بين مجموعات جاز أوروبية وفنانين مغاربة ولعل هذه من مميزات مهرجان شالة الذي اعتمد منذ بداياته على تقنية المزج بين الثقافات في إطار حوار يتخذ من الإيقاعات الموسيقية لغة تعبيره. وكإضافة نوعية لبرنامج المهرجان تعتزم الدورة الخامسة عشر التركيز على بعض الأسماء المغربية التي تألقت في الخارج، وهي أسماء لفنانين لا يتمتع أغلبهم بشهرة عالمية ولكن أعمالهم تنطوي على قيمة فنية كبيرة، من أمثال علي العلوي، أو خالد الكوهن، محمد زفتاري و ابراهيم إلكتريك. أما مفاجأة الدورة فتتمثل في اللقاء الفني الذي سيجمع الفنان المغربي مجيد بقاس مع ثلاثي موسيقي رائع قادم من فرنسا بقيادة الفنان لويس سكلافيس سيرافقهم خلال العرض ضيوف موسيقيون من عيار ثقيل ليقدموا إلى جمهور عشاق الجاز لوحات موسيقية من آخر انتاجات هذا الفنان المغربي. * خطوات كبيرة بعد أن بدأ خلال سنة 1996 عبارة عن حفلات موسيقية محدودة بفضاء الوداية، مع توالي الدورات لم يعد هذا الفضاء قادرا على استيعابه، وذلك لارتفاع عدد عشاق المهرجان في المغرب، لينتقل سنة 2005 إلى موقع شالة التاريخي، وفضاءها البديع وتتوالى النجاحات بعد ذلك، واستقطاب جمهور معظمه من الشباب. هذه السنة من جديد يؤكد مهرجان شالة للجاز الذي يحتفي بدورته الخامسة عشر، مكانته و الخطوات الكبيرة التي قطعها على درب ترسيخ هذه التظاهرة التي تحتفي بالحوار الثقافي بين الشعوب، وتقدم سنويا العديد من الحوارات الموسيقية بين التراث المغربي وموسيقى العالم لتكون النتيجة تدفقا موسيقيا يتخطى الحدود ويتحدى الاختلافات. كما ستتميز الدورة الخامسة عشر باستدعاء العديد من الفنانين المغاربة المقيمين في بلدان أوروبا حيث اشتهروا وحيث يقدمون هويتهم للجمهور الأوروبي من خلال الموسيقى، التي تعكس طموحات التلاقح والتعايش الثقافي الذي يستحيل أن يوجد الا من خلال نساء ورجال يشتغلون عليها ويقاسمون الانسان من خلال هذه اللغة المشتركة، تمرة إحساسهم الكوني، ودون هذه اللغة التي تعد أرقى الطرق لفهم الذات والآخر، يستحيل أي تعايش ف "لولا الموسيقى لكان العالم مجرد كذبة" كما يقول الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه. من 10 إلى 14 يونيو القادم، سيكون موعد جمهور الجاز مع أهم تظاهرة تحتفي بهذا النمط الموسيقي، بفضاء شالة الرائع وبروح التضامن المعهودة فيه، سيخصص مهرجان الجاز في شالة هذه السنة ريع هذه حفلاته لفائدة العمل الخيري في المغرب.