موسيقى تتخطى الحدود وتحتفي بالتنوع والاختلاف خلال الفترة الممتدة ما بين 15 و19 يونيو 2010، ينطلق مهرجان شالة لموسيقى الجاز الذي تنظمه مفوضية اللجنة الأوروبية والسفارات و المعاهد الثقافية للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، بشراكة مع وزارة الثقافة المغربية وولاية الرباطسلا زمور زعير. عشر مجموعات، أربعون فنانا موسيقيا من 13 بلدا حول أوروبا تم انتقاؤهم بعناية فائقة، هذا باختصار برنامج الدورة السادسة عشر من مهرجان شالة للجازّ، وعلى إيقاعات موسيقية من مختلف الأطياف في تلاحم تراثنا مع نغمات الجاز الذي يقيم الدليل عن قيمة المشترك والمتنوع الثقافيين اللذين يميزان علاقة شعوب أوروبا بشعوب الضفة الجنوبية للمتوسط. برنامج هذه الدورة سيكون عبارة عن مزيج من التعبيرات الموسيقية تعكس مستوى التطور الذي عرفه هذا الفن على الصعيد الأوروبي من جهة، وفرصة لعشاق الجاز في المغرب للتمتع بلقاءات فنية ستقام بين مجموعات جاز أوروبية، وفنانين مغاربة ولعل هذه من مميزات مهرجان شالة الذي اعتمد منذ بداياته على تقنية المزج بين الثقافات في إطار حوار يتخذ من الإيقاعات الموسيقية لغة تعبيره. وكإضافة نوعية لبرنامج المهرجان تعتزم الدورة السادسة عشر التركيز على بعض الأسماء المغربية التي تألقت ، وهي أسماء لفنانين لا يتمتع أغلبهم بشهرة كبيرة ولكن أعمالهم تنطوي على قيمة فنية كبيرة، من أمثال نبيلة معان، طارق هلال، فريد ميارة وفايز لعموري. أما مفاجأة الدورة فتتمثل في اللقاء الفني الذي سيعقده الفنان الكناوي محمود غينيا إضافة إلى هذا العرض سيحضر ضيوف موسيقيون من عيار ثقيل ليقدموا إلى جمهور عشاق الجاز لوحات موسيقية من آخر إنتاجات هذا الفنان المغربي. بعد أن كان هذا المهرجان الكبير في بداياته سنة 1996 عبارة عن حفلات موسيقية محدودة بفضاء الوداية، مع توالي الدورات لم يعد هذا الفضاء قادرا على استيعابه، وذلك لارتفاع عدد عشاق المهرجان في المغرب، لينتقل سنة 2005 إلى موقع شالة التاريخي، وفضاءها البديع وتتوالى النجاحات بعد ذلك، واستقطاب جمهور معظمه من الشباب. هذه السنة من جديد يؤكد مهرجان شالة للجاز الذي يحتفي بدورته السادسة عشر، مكانته و الخطوات الكبيرة التي قطعها على درب ترسيخ هذه التظاهرة التي تحتفي بالحوار الثقافي بين الشعوب، وتقدم سنويا العديد من الحوارات الموسيقية بين التراث المغربي وموسيقى العالم لتكون النتيجة تدفقا موسيقيا يتخطى الحدود ويتحدى الاختلافات. كما ستتميز الدورة السادسة عشر باستدعاء العديد من فناني الجاز في بلدان أوروبا ليقدموا هويتهم الثقافية للجمهور المغربي من خلال الموسيقى، التي تعكس طموحات التلاقح والتعايش الثقافي الذي يستحيل أن يوجد إلا من خلال نساء ورجال يشتغلون عليها ويقاسمون الإنسان من خلال هذه اللغة المشتركة، تمرة إحساسهم الكوني، ودون هذه اللغة التي تعد أرقى الطرق لفهم الذات والآخر، يستحيل أي تعايش ف «لولا الموسيقى لكان العالم مجرد كذبة» كما يقول الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه. من 15 إلى 19 يونيو الجاري، سيكون موعد جمهور الجاز مع أهم تظاهرة تحتفي بهذا النمط الموسيقي، بفضاء شالة الرائع وبروح التضامن المعهودة فيه، سيخصص مهرجان الجاز في شالة ككل سنة ريع حفلاته لفائدة العمل الخيري في المغرب. خمس ليالي، خمس حفلات من فن الجاز، سيكون الافتتاح مع الرباعي البريطاني بورتيكو، ولقاء غير مسبوق بين مجموعة عيساوة التراثية المغربية ومجموعة « Talking Horns « القادمة من ألمانيا. المهرجان سيحتفي أيضا هذه السنة بالمرأة مع ايفا بيتوفا « Iva Bittova « من تشيكيا ومايكل رابيتش من النمسا ولقاء مع ثلاثي فني تقوده الفنانة المغربية نبيلة معان. واحتفاء بالتنوع سيتم تقديم مزيج من الجاز، الكروف والسوينغ من كل من بلجيكا، هولندااسبانيا و البرتغال، كما سيتم إهداء ليلة إلى الجاز الشمال أوروبي من خلال مجموعات قادمة من فنلندا، السويد والدنمارك. بينما سيتميز حفل الختام، بلقاء مع الرباعي إيميل باريزيان، ولقاء كذلك بين المعلم الكناوي محمود غينيا وبينو مينافرا الذي يستوحي موسيقاه في الأغلب من الإيقاعات الإفريقية.