دعا مؤخرا، مشاركون في المنتدى الجهوي حول سياسة المدينة بجهة دكالة عبدة، بآسفي، بمأسسة المنتديات الجهوية لسياسة المدينة باعتبارها فضاءات دائمة للتشاور، والمساهمة في الحوار الخاص بإعادة تأهيل الحاضرة ومحيطها السكني. كما أوصى المشاركون في هذا اللقاء، الذي تنظمه وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة بشراكة مع سلطات الولاية والمنتخبين وممثلي الهيئات السياسية والمدنية، بالعمل على تحديد مفهوم المدينة وتحديد الاختصاصات على مستوى المتدخلين، وتنزيل أدوات التخطيط الترابي وتحسين الحكامة المحلية، ووضع آليات لتدبير النزاعات، فضلا عن تحسين قدرات الفاعلين عبر برامج تكوينية بهدف جعل المدينة قطبا للاستثمار وخلق الثروة. وأكدوا أيضا على ضرورة إحداث لجنة وزارية لسياسة المدينة تعمل على جلب مصدر التمويل واعتماد مؤشرات للحكم على فعالية البرامج من خلال مراصد جهوية ووضع آلية لمسطرة التعاقد. ويكتسي موضوع هذا المنتدى أهمية محورية باعتباره يندرج في إطار التحديات الكبرى التي يعرفها المغرب والمتمثلة في الأوراش الكبرى التي يفرضها التنزيل السليم للدستور على الصعيد المؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي. ووتهدف سياسة المدينة إلى التقليص من مظاهر العجز والهشاشة والتهميش والإقصاء الاجتماعي في المناطق الحضرية الحساسة، التي تعرف ضغطا اجتماعيا وخصاصا على مستوى التجهيزات ونقصا في الولوج إلى الخدمات، وتبرز الغاية من هذا المنتدى أساسا في دعم المدن كأقطاب للتنمية وخلق الثروات وتحسين مستوى عيش الساكنة. و أوضح المفتش الجهوي لوزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، محمد هردوزة، أن هذا المنتدى يندرج في إطار توجهات الحكومة لإعادة النظر في أساليب التخطيط وأنماط التدخل في المجالات الحضرية، وذلك ضمن سلسلة من اللقاءات الجهوية على مستوى كافة جهات المملكة في أفق تنظيم لقاء وطني لبلورة «الاستراتيجية الوطنية لسياسة المدينة». وتميز هذا المنتدى بالعرض الذي قدمته الوزارة والذي تناول عددا من المحور تهم أساسا مختلف الإشكاليات المرتبطة بالمدينة المغربية وآفاق تطورها في ظل التشاور التشاركي مع مختلف الفاعلين، إضافة إلى استقراء بعض التجارب الدولية في هذا المجال.