المشاركون في منتدى شبابي بالرباط يدعون إلى إصدار قانون إطار لتنفيذ الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أول أمس السبت بالرباط، حفل التوقيع على اتفاقية شراكة تتعلق ببرنامج «الصحفيون الشباب من أجل البيئة». وتهدف الاتفاقية، التي تم توقيعها بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة لانطلاق برنامج «الصحفيون الشباب من أجل البيئة»، إلى وضع إطار مؤسساتي لتوسيع هذا البرنامج، وتنمية الوعي البيئي لدى المتعلمات والمتعلمين وتمكينهم من اكتساب معارف تؤهلهم لتحسين قدراتهم التعليمية والمعرفية وتجويد اتجاهاتهم السلوكية من خلال الأنشطة المندمجة، فضلا عن تنمية روح العمل الجماعي التشاركي بالثانويات وتشجيعها على الانفتاح على المحيط. كما تروم الاتفاقية، التي وقعها كل من محمد الوفا وزير التربية الوطنية والحسين التيجاني الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، المساهمة في توفير الوسائل والأدوات التربوية والديداكتيكية اللازمة لإنجاح برنامج «الصحفيون الشباب من أجل البيئة»، والتنسيق بين المتدخلين في البرنامج (الوزارة وشركاء البرنامج) مركزيا وجهويا ومحليا، من أجل تنظيم تكوينات وتداريب وزيارات ميدانية لفائدة تلميذات وتلاميذ الثانويات، فضلا عن تشجيع التميز بالثانويات من خلال الإجراءات التحفيزية والتنافسية. من جهة أخرى، دعا المشاركون في منتدى «التربية والتوعية من أجل استهلاك مسؤول: التزامي بالمبادرة»، الذي تم تنظيمه في نفس اليوم بالرباط إحياء للذكرى العاشرة لانطلاق برنامج «الصحفيون الشباب من أجل البيئة»، إلى إصدار القانون الإطار لتنفيذ الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة. وأكدت التوصيات التي تم تقديمها أمام صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، إلى تشجيع التربية على البيئة والتنمية المستدامة بطريقة مندمجة، من مراحل التعليم الأولي والابتدائي إلى المرحلة الثانوية، من خلال إدماجها في المناهج التربوية والزمن المدرسي للمدرس والمتعلم. كما تمت الدعوة في إطار المحور الأول للمنتدى الذي يناقش موضوع «تربية الشباب على البيئة والتنمية المستدامة»، إلى وضع برامج تكوينية لفائدة المدرسين والمربين والإعلاميين الشباب، وتشجيع التثقيف بالنظير في مجال البيئة والتنمية المستدامة، وتطوير أدوات بيداغوجية دينامية، وتعزيز وتعميم إنشاء الأندية البيئية وأندية الصحافة البيئية بالمدارس، وتوسيع المشاركة فيها ودعم برامجها بتوفير الوسائل والإمكانات اللازمة، تماشيا مع البرامج والمشاريع الخاصة بتفعيل التربية على البيئة. وأكدوا على ضرورة إنشاء شبكات محلية وجهوية ووطنية للأندية البيئية والمراسلين الشباب وللجمعيات البيئية، وتقوية التنسيق بينهم لمواكبة الأنشطة البيئية للمدارس، ودعمها بشراكات فاعلة، فضلا عن استثمار تحقيقات الصحفيين الشباب لإحداث بنك معلومات ورقية ورقمية، قابلة للاستغلال من طرف الصحفيين الشباب ومختلف الفاعلين. وفي المحور الثاني المتعلق ب «أنماط الإنتاج والاستهلاك المستدامين»، دعا المشاركون إلى إدماج الاقتصاد الأخضر في برامج التعليم والتكوين والبحث العلمي، وتشجيع الاستعمال المعقلن للأسمدة والمواد الكيماوية في ميدان الفلاحة، وتشجيع أنماط الإنتاج العتيقة التي تحافظ على البيئة? والتقليل من استعمال التعليب والتلفيف وتشجيع إعادة الاستعمال. كما أوصوا بإحداث آليات مالية تحفيزية جديدة لتمويل الاقتصاد الأخضر، وتشجيع استعمال تجهيزات أقل استهلاكا للموارد الطبيعية والطاقة، وحث المواطن على الأخذ بعين الاعتبار المعيار البيئي أثناء اختياره للمنتوج، وتكريس يوم وطني موضوعاتي حول الاستهلاك المسؤول، وتنمية النقل العمومي المستدام في الوسط الحضري وتشجيع استعماله. وتم التأكيد في إطار المحور الثالث المتعلق ب «التواصل والتحسيس بشأن الاستهلاك المسؤول»، على تفعيل الحق في الوصول إلى المعلومة البيئية لتسهيل دور الإعلام في التوعية البيئية، وإعطاء الأهمية اللازمة للقضايا البيئية في الإعلام الوطني من خلال إنشاء قناة متخصصة في البيئة أو تخصيص صفحات أو برامج قارة للتواصل والتوعية البيئية. وشدد المشاركون على بناء قدرات الفاعلين بوسائل الإعلام المحلية والإقليمية (في إطار سياسة القرب)، ومنظمات الإنتاج والدعاية والإعلان ووكالات تنظيم التظاهرات من أجل تحسين التواصل بشأن التحديات وفرص اعتماد الإنتاج والاستهلاك المستدامين، وحث مهنيي التواصل على إدماج البعد البيئي في منتوجهم الإعلامي، وتمرير الخطاب البيئي من خلال ربط البيئة بجميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وخلصوا إلى التأكيد على تنظيم تظاهرات على نطاق واسع حول المجال السمعي البصري والسينما المخصصة للبيئة، وإنشاء شبكة تضم الشباب المنخرطين في برنامج «الصحفيون الشباب من أجل البيئة» ووسائل الإعلام. وكانت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء قامت صباح اليوم السبت بزيارة للمشاركين في منتدى «التربية والتوعية من أجل استهلاك مسؤول: التزامي بالمبادرة»، وقامت سموها، بهذه المناسبة، بجولة عبر مختلف الورشات التي نشطها شباب مشاركون في المنتدى، ومخصصة للتحسيس بالاستهلاك المسؤول والحفاظ على البيئة.