تحتضن مدينة كلميم على مدى يومين أشغال ورشتين تكوينيتين تنظمهما مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة حول برنامجي "الصحفيون الشباب من أجل البيئة" و"المدارس الإيكولوجية". وتأتي هاتان الورشتان ،اللتان تنظمان يومي 2 و3 مارس الجاري، في إطار شراكة مع وزارة التربية الوطنية ، وضمن مبادرات صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تولي عناية خاصة للتربية على البيئة والتنمية المستدامة . وقد تم خلال الورشة الأولى التي نظمت أمس وحضرها ممثلون عن 22 ثانوية تأهيلية على مستوى الجهة، تقديم الخطوط العريضة لبرنامج الصحفيين الشباب من أجل البيئة" الذي يهدف إلى تحسيس التلاميذ بالمشاكل البيئية المحيطة بهم، وإيجاد الحلول لها . وفي هذا السياق، أشارت السيدة فاطمة الزهراء بنيعيش المكلفة بالتربية البيئية في مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة الى أن هذا البرنامج الذي شرع في تطبيقه سنة 1990 من طرف مؤسسة التربية البيئية، منذ انطلاقه في المغرب سنة 2002 وإلى غاية 2010 عرف مشاركة مكثفة كما وكيفا وخلق دينامية إيجابية لدى تلاميذ الثانويات التأهيلية. واستعرضت السيدة بنيعيش مجالات هذا البرنامج الذي يتم تنفيذه بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والمتمثلة أساسا في الفلاحة والمدن والساحل والطاقة والنفايات والماء والتنوع البيولوجي، مؤكدة في هذا الصدد ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المحلية ولاسيما حماية الواحات التي تزخر بها جهة كلميمالسمارة. وذكرت بأهداف ومميزات هذا البرنامج التي أجملتها في إيقاظ وعي تلاميذ الثانويات التأهيلية بالمشاكل البيئية وتلقينهم آلية جمع المعلومات وصياغتها من أجل القارئ وتنمية كفاءاتهم، فضلا عن حثهم على المزيد من المشاركة وتبادل الخبرات ليصبحوا في المستقبل أصحاب رأي في مجال حماية البيئة. وقد شكل هذا اللقاء الذي حضره والي جهة كلميم-السمارة عامل إقليمكلميم السيد عبد الله عميمي وشارك فيه ممثلون عن المؤسسة وعدد من رؤساء المصالح الخارجية والأطر التعليمية والتربوية، مناسبة للمكونيين للاطلاع على تقنيات الكتابة الصحفية والصور الفوتوغرافية بهدف المشاركة المتميزة لتلاميذ الثانويات التأهيلية بالجهة في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة والتي اختير لها هذه السنة موضوع "البيئة المحلية والصحة الفردية". وكان والي الجهة قد ذكر في بداية اللقاء بالدور المركزي لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي جعلت التربية على البيئة ومن قضايا البيئة والتنمية المستدامة ضمن اولوياتها ، مبرزا في هذا الصدد الأهمية التي يحظى بها إقليمكلميم ضمن الأقاليم المستفيدة من مبادرات المؤسسة. أما الورشة الثانية التي تنظم اليوم بمشاركة 37 مدرسة على مستوى الجهة فستخصص لتقوية قدرات مديري ومنسقي برنامج المدارس الإيكولوجية الذي وضع كمقاربة تشاركية جديدة لترسيخ التربية البيئية بالمؤسسات التعليمية وتلقين الطفل المبادئ الأساسية وسلوكيات المحافظة على البيئة. وتهدف هذه الورشة إلى تأطير طرق كيفية إنجاز البرنامج من خلال تقديم المحاور التي يعالجها وكذا إجراءات الحصول على الشارة الخضراء التي تشكل مكافأة للمدارس التي نجحت في معالجة وإيجاد حلول مناسبة للمواضيع المطروحة. وجدير بالذكر أن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة قامت بتعاون مع "مؤسسة ألبير الثاني أمير موناكو" بأول تجربة على مستوى إقليمكلميم بتزويد مدرسة عمرو الأسريري بالألواح الشمسية وذلك في إطار تشجيع الممارسات البيئية السليمة والمساهمة في ترسيخ التنمية المستدامة.