عقدت أحزاب الأغلبية الحكومية، مساء أول أمس الثلاثاء، لقاء جمع زعماء الأحزاب الأربعة المتحالفة، (العدالة والتنمية، الاستقلال، التقدم والاشتراكية والحركة الشعبية)، بحضور الوزراء المنتمين لذات الأحزاب، ما يعني ثلثي أعضاء الحكومة. ودار هذا اللقاء غير الرسمي، حسب مصادر حضرته ووصفته بأنه كان وديا، حول عدد من القضايا التي تهم الشأن الحكومي وتستأثر باهتمام الرأي العام الوطني. ومعلوم أن هذا اللقاء، الذي كان من المقرر عقده خلال الأسبوع الماضي، بطلب من محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية؛ يندرج في إطار سلسلة من اللقاءات الدورية التي سبق لأحزاب الأغلبية الحكومية أن اتفقت على عقدها بشكل منتظم، لتعميق التنسيق فيما بينها والتداول في القضايا الكبرى التي تهم تدبير الشأن العام. وشهد لقاء أول أمس بداية الحديث، بين الأحزاب الأربعة المتحالفة، حول الاستحقاقات الانتخابية المقبلة سواء على صعيد الإعداد الجدي لها والعمل على إنجاحها، أو على مستوى الشروع في التفكير الجماعي من أجل بلورة الصيغ المناسبة لخوض الانتخابات المقبلة بشكل مشترك بين الأحزاب الأربعة. وتم إرجاء تعميق النقاش في هذا الموضوع للاجتماعات المقبلة لزعماء الأغلبية. من جانب آخر تناول لقاء الأغلبية الجدل الدائر اليوم في المجتمع المغربي بشأن دفاتر تحملات قنوات الإعلام السمعي البصري العمومي. وحسب مصادرنا، حظيت هذه النقطة بنقاشات صريحة ومعمقة وأحيانا حادة انتهت إلى تشكل اتفاق جماعي مبدئي على أن النقاش الدائر اليوم في الأوساط السياسية والإعلامية والجمعوية حول الإعلام العمومي نقاش صحي وضروري ومجدي، مما يستوجب معه ضرورة حرص الحكومة على الإنصات لنبض المجتمع وبالتالي أخذها بعين الاعتبار الملاحظات والأفكار والآراء المعبر عنها على اختلاف توجهاتها، والعمل على إيجاد الصيغ القانونية للتفاعل الإيجابي معها. هذا وتدارس المجتمعون برنامج عمل الحكومة، وجرى التأكيد في هذا السياق، من طرف مختلف مكونات الأغلبية، على إيلاء أهمية قصوى للأولويات الأساسية والتركيز على القضايا الكبرى الحقيقية التي تجسد أهم انتظارات الشعب المغربي، اجتماعيا واقتصاديا وتنمويا.. وفي ذات الأفق، تم التأكيد على أهمية الحرص من طرف الجميع على إبراز العمل الحكومي في شموليته من دون أن يمنع ذلك من التنويه بالمبادرات والاجتهادات الفردية والقطاعية للوزراء. وفي نهاية اللقاء الذي مر في أجواء أخوية وجدية، عبرت كل مكونات الأغلبية على حرصها على السير قدما لإنجاح مهام المرحلة في إطار من التماسك والوضوح والانسجام.