تسمية المناصب الوزارية نهاية الأسبوع والإعلان عن الحكومة في غضون الأسبوع المقبل يتوقع أن تكون أحزاب التحالف الحكومي قد حسمت مساء أمس الجمعة في الميثاق السياسي لأحزاب الأغلبية ومشروع التصريح الحكومي، ووضعت آخر لمساتها على هيكلة الحكومة المقبلة، على أن تواصل مشاوراتها خلال اليومين المقبلين لتوزيع الحقائب الوزارية والاتفاق على الأسماء التي ستتولاها للانتهاء منها قبل موعد انتخاب رئيس مجلس النواب. ومن المرجح جدا الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة في الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، حسب ما تسرب من أخبار من الاجتماعات المتواصلة لزعماء الأحزاب السياسية الأربعة المشكلة للتحالف الحكومي. وتستأثر مشاورات تشكيل الحكومة المقبلة باهتمام بالغ من طرف الرأي العام، ربما لم تعرفه متابعة أي من الحكومات السابقة، سواء التي ترأسها إدريس جطو، أو المنتهية ولايتها التي ترأسها الأمين العام لحزب الاستقلال، عباس الفاسي. ولا تضاهيها حتى الترقب والمتابعة التي عرفتها حكومة التناوب التوافقي برئاسة عبد الرحمان اليوسفي نهاية التسعينات من القرن الماضي. والتأم قادة أحزاب التحالف الحكومي، العدالة والتنمية والاستقلال والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية، في اجتماع مساء أمس الجمعة للاتفاق على مشروع الميثاق السياسي لأحزاب الأغلبية، الذي كلف حزب التقدم والاشتراكية بإعداده، والإطلاع على مشروع التصريح الحكومي الذي انكبت لجنة مصغرة تتألف من عضوين من كل حزب من الأحزاب الأربعة لصياغته. وكان رئيس الحكومة المعين، عبد الإله بنكيران، أعلن في تصريح لوسائل الإعلام عقب اجتماعه بوفود قيادات الأحزاب المكونة للتحالف الحكومي أول أمس الخميس أنه تم الاتفاق مبدئيا بين الزعماء عن ميثاق الأغلبية وهيكلة الحكومة المقبلة، وسيتم الإعلان عنهما رسميا عقب اجتماع أمس الجمعة، بعد تدقيق التفاصيل المتعلقة بميثاق الأغلبية واستكمال النقاش حول هيكلة الحكومة المقبلة. مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة مهمتها ملائمة برامج الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية، وقد شرعت في عملها، منذ يوم الأربعاء بهدف بلورة صيغة مشتركة للبرنامج الحكومي. وتضم اللجنة المكلفة بإعداد التصريح من كل من عبد الأحد الفاسي وعبد السلام الصديقي عن حزب التقدم والاشتراكية، وعبد الله باها ومصطفى الخلفي عن حزب العدالة والتنمية، ولحسن حداد ورشيد معنينو عن حزب الحركة الشعبية، ونزار بركة وسعد العلمي عن حزب الاستقلال. ويسابق قادة أحزاب التحالف الحكومي الزمن من أجل إنهاء المشاورات في أفق الكشف عن التشكيلة الحكومية الجديدة، التي يتوقع الإعلان عنها في غضون الأسبوع المقبل على أبعد تقدير. ويسود ارتياح بالغ بين مكونات الأغلبية الحكومية حول سير هذه المشاورات. وأكد رئيس الحكومة أن المشاورات «تجري في مناخ جد إيجابي يطبعه التفاهم من جميع الأطراف، وفق مقاربة تشاركية تتيح التوصل إلى تشكيل حكومة قوية ومنسجمة. مؤكدا أن أحزاب التحالف الحكومي تعمل بشكل متميز في كل القضايا المطروحة للنقاش، مشددا على أن كل المؤشرات تدل على أن التحالف يسير في اتجاه إيجابي جدا. وتتواصل اجتماعات القيادات الحزبية خلال نهاية الأسبوع دون انقطاع إلى غاية إعلان الحكومة الجديدة، من أجل الاتفاق على تصور مشترك للتشكيلة الحكومية المقبلة، وتوزيع الحقائب الوزارية بين الأحزاب. وأكدت مصادر مقربة على أن وجود اتفاق مبدئي بين جميع الأطراف المكونة للتحالف على الهيكلة الحكومية المقبلة، و أن الاجتماعات المرتقبة نهاية الأسبوع ستحسم بشكل نهائي في المناصب الوزارية والأسماء المرشحة لشغلها. ويتوقع أن يحسم رئيس الحكومة المعين وحلفائه في تشكيلة الحكومة قبل يوم الاثنين المقبل، موعد عقد مجلس النواب الجديد جلسته العمومية الأولى لانتخاب رئيس المجلس وأجهزته. بعد أن تم الاتفاق في أول اجتماع لأحزاب التحالف الحكومي على أن تؤول الرئاسة لمرشح حزب الاستقلال، باعتباره مرشح الأغلبية، مدعوما من طرف مجموعتين نيابيتين أخريين أعلنتا مساندتهما للحكومة المقبلة.