القصة المغربية التي ظلت، منذ نصوصها الأولى، تنجب الجمال، وتعكس تموجات الذات، وتضاريس الحياة. القصة المغربية التي سارت في دروب المغامرة، وركبت أمواج السؤال، وهبت كريح لطيفة من جهة الجمال محملة بأمطار الإبداع. القصة المغربية التي نصبت خيامها بعيدا عن قبائل الجوائز المزيفة، وشواهد التقدير الباردة، التي غنت خارج أسراب الأضواء والضجيج. وطارت في سماوات الهامش حرة طليقة. القصة المغربية التي جادت أرحمها بزفزاف والخوري وبوزفور والخمليشي..، وبمبدعين لاحقين مجردين من الألوان ثائرين على الآباء، أو لا آباء لهم حتى، انطلقوا من نقط شتى حاملين رايات القلق و الشغب، راكبين زوارق الحياة.. القصة المغربية التي أسست لها بيوتا، تلوذ إلى دفئها هربا من برد التهميش القاسي. القصة المغربية التي شيدت لنفسها مواسم ومناسبات، ورفعت مرايا ترى فيها نضارتها، وحروف جمالها. القصة المغربية بكل إبداعها الغزير. وأسمائها الكثيرة، ولقاءاتها المتعددة، وأسئلتها المتدفقة، بكل أمواج الشغب الراقص في بحرها، بكل الأغاني المشتعلة في رفوفها، بكل اللعب الساكن في سطورها، بكل القلق الذي يلبد سماءها ، بكل التيه، وكثرة الشك وقلة اليقين أو انعدامه. بكل هذا وذاك، به ومنه خلقت القصة المغربية لها عيدا، بزغ هلاله أول بزوغ في قلعة من قلاعها، في مشرع بلقصيري اتفق كتابها ونقادها وجمهورها سنة 2007 وجعلوا، باقتراح من جمعية النجم الأحمر، يوم 28 أبريل يوما وطنيا للقصة القصيرة في المغرب. ولأن هذا الجنس الأدبي نشيط على عدة مستويات، منها النشر والملتقيات التي تزين خارطة الإبداع الوطني، وتنقذه من دوامات الموت والركود والرتابة. فالدعوة موجهة إلى جميع المعنيين كتابا ونقادا وإعلاميين وجمعيات ومؤسسات تعليمية من أجل إغناء هذا العيد القصصي بكل أشكال الاحتفاء من مبادرات داعمة وقراءات ومسابقات ومتابعات.. فلنجعل جميعا من 28 أبريل يوما وطنيا، وعيدا يليق بمكانة القصة القصيرة في المغرب.