وقع المغرب وكوريا الجنوبية، بداية الأسبوع الجاري بسيول، على مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثنائي في ميادين تدبير الموارد المائية وتهيئة وإعادة تأهيل السدود. ووقع هذا الاتفاق وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة فؤاد الدويري ووزير كوريا الجنوبية المكلف بالماء، ميونغ بيل شيم، وذلك على هامش قمة سيول للأمن النووي. وتهدف هذه الآلية الجديدة، التي تأتي لتعزيز الشراكة بين البلدين والتي تعود إلى خمسين سنة مضت، إلى النهوض بالتعاون الثنائي في مجال استكشاف وتنمية وتدبير الموارد المائية وإعادة تأهيل شبكات المياه في المغرب، وأيضا تبادل المعارف والخبرات ذات الصلة. وكانت كوريا الجنوبية قد انتهت مؤخرا، وبنجاح، من استكمال إنجاز مشروع عملاق استهدف «تأهيل أربعة أنهار» عن طريق تزويدها بمجموعة من السدود الهادفة إلى الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية خاصة الفيضانات، وتحسين تدبير الموارد المائية والحفاظ على البيئة. وخلال حفل التوقيع، أشاد الديوري بالزخم الجديد الممنوح للتعاون بين سيول والرباط، خاصة في ميدان له أهميته كتثمين وأيضا الحفاظ على الموارد المائية. وذكر بأن المغرب يمنح أهمية قصوى لتنمية موارده في مجالي الماء والطاقة، من خلال تدبير فاعل وعقلاني لموارده وتأهيل وتعزيز للبنى التحتية وتطوير وتثمين للموارد البديلة، وتشجيع للابتكار في مجال إعادة استخدام المياه العادمة، مؤكدا، في هذا السياق، على أهمية الشراكة مع كوريا الجنوبية على المستويات التقنية والتكنولوجية وأيضا في مجال بناء القدرات. ومن جانبه، أعرب الوزير الكوري الجنوبي عن التزام بلاده بتعزيز التعاون مع المغرب، مشيرا إلى أن التحديات المطروحة على مستوى استغلال المياه وتدبير ندرتها واقع عالمي، خاصة في ظل التغيرات المناخية الحالية. واتفق الجانبان، في هذا الصدد، على وضع إطار مناسب لتشجيع الهيئات العمومية والقطاع الخاص والباحثين والخبراء للقيام بتنفيذ فعلي لأحكام مذكرة التفاهم الموقعة. يذكر أنه منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين عام 1962 والمغرب وكوريا الجنوبية يعملان من أجل توطيد علاقات الصداقة والتعاون في عدة مجالات. وعلى هذا الصعيد، سجل سفير المغرب في سيول، محمد الشرايبي، أن تطور العلاقات المغربية-الكورية تعزز بفعل توقيع الجانبين على عدد من الاتفاقيات، وكذا بفضل التبادل المنتظم بينهما للزيارات على مستوى عال، ملاحظا أن المبادلات التجارية، التي عرفت في السنوات الأخيرة تطورا مطردا، ما تزال، بالرغم من ذلك، دون الإمكانات الاقتصادية الحقيقية لكلا البلدين. وقد جرى حفل التوقيع على مذكرة التفاهم بحضور مدير قسم آسيا بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون محمد ماليكي وعدد من الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين بكوريا الجنوبية.