دعت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيدة أمينة بنخضرة إلى تعبئة إقليمية حول التحديات التي تطرحها الموارد المائية من أجل إنجاز برامج عمل إقليمية ذات أولوية في المجال المائي. وأكدت السيدة بنخضرة، خلال لقاء عقدته أمس الجمعة بالرباط مع وزير الموارد المائية الجزائري السيد عبد المالك سلال، أنه يتعين جعل قضايا تعميم الولوج إلى الماء الصالح للشرب والتطهير وتنمية الموارد الجديدة غير التقليدية وإزالة التلوث بحوض المتوسط وتدبير الطلب على الماء وإقامة شبكات تزويد للمدن والمناطق المتوسطية لتدبير الماء، في صلب هذه البرامج. وأبرزت الوزيرة، في هذا الصدد، ضرورة تعزيز التعاون أكثر بين المغرب والجزائر في مجال الموارد المائية، داعية إلى إيلاء اهتمام خاص لتعزيز الكفاءات والتقريب بين معاهد التكوين بكلا البلدين، وكذا بين الفاعلين في قطاع الماء على الصعيد الإقليمي. من جهته، عبر السيد سلال، الذي يترأس وفدا جزائريا هاما، عن استعداد بلاده لتعزيز تعاونها مع المغرب في مجال الموارد المائية وحماية البيئة، مبرزا الإرادة المشتركة للسير قدما من أجل تفعيل أعمال واعدة بين البلدين. واعتبر المسؤول الجزائري أن حكامة المياه تبقى مسلكا ضروريا من أجل إنجاز الأهداف المسطرة في هذا المجال، مركزا في هذا الصدد على ضرورة تأهيل الموارد البشرية من خلال تكوين متخصص. وأشار من ناحية أخرى، في تصريح للصحافة، إلى أن زيارة الوفد الجزائري للمغرب تندرج في إطار التعاون الثنائي الذي دخل "مرحلة متميزة" بفضل مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بهذه المناسبة بين الجانبين، والمتعلقة بإحداث لجنة تقنية مختلطة حول التعاون في مجال الموارد المائية. وقد تميز هذا اللقاء بتوقيع السيدة بنخضرة والسيد سلال على مذكرة تفاهم تهم إحداث لجنة تقنية مختلطة حول التعاون في مجال الموارد المائية، والتي ستناط بها مهمة تفعيل وتقييم برنامج التعاون في مجال الموارد المائية، الذي حدده الجانبان من أجل توطيد أكبر للتعاون الثنائي. كما ستتكلف هذه اللجنة، بموجب هذا الاتفاق، باقتراح أعمال للتعاون بهدف النهوض بالشراكة بين البلدين. ومن المقرر أن يشمل مجال تدخل هذه اللجنة، التي تتكون من 4 إلى 6 ممثلين عن كل طرف موقع، مجالات التعاون مثل المساهمة التقنية اللازمة بهدف الاستفادة من التجربة الثنائية، وتدبير الخدمات العمومية للمياه، والتطهير والري الفلاحي، وتنقية وإعادة استعمال المياه المستعملة، وحكامة المياه واقتصادها. وفي ختام هذا اللقاء، اتفق الطرفان على تنظيم الاجتماع الأول لهذه اللجنة بالجزائر العاصمة، خلال الشهر المقبل، والذي سيشكل مناسبة بالنسبة لأطر الوزارتين لتبادل وجهات النظر والتجارب والخبرات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. حضر هذا الاجتماع كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة السيد عبد الكبير زهود والمدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب السيد علي الفاسي الفهري، فضلا عن مسؤولين سامين مغاربة آخرين.