في الوقت الذي نجد فئة معينة من الرياضيين المغاربة تعيش عيشة الثراء وتملك أموالا وأراض، بالإضافة إلى امتيازات حصلت عليها من الدولة مكافأة على إنجازاتها في الماضي، يقف الكثير من الأبطال الرياضيين في قاعة انتظار المساعدة أو لفتة أحد المسؤولين لإعانتهم على فقرهم أو مرض يصيبهم، بعدما أبت الأيام أن تضعه ضمن الفئة الأولى. تفاوت طبقي تعيشه حتى الساحة الرياضية ببلادنا، فإذا كان مجموعة من الأبطال في مختلف الرياضات قد نجحوا في تأمين أنفسهم من ويلات، وباتوا في خانة الأغنياء أصحاب العقارات والأراضي والأرصدة البنكية، ورخص النقل البري والبحري، فإن الرياضة لم تجد على آخرين -وما أكثرهم- سوى بالهموم والمشاكل والتهميش والنسيان، رغم اصواتهم التي ترتفع دون أن تلقى صدى عند وصاة الرياضة المغربية. الملاكم موحي ميلود من مواليد 1964 الذي تعرض لإصابة أثناء مشاركته في دوري عالمي بإيطاليا سنة 1990 أدت إلى شلله وإنهاء مشواره كملاكم، نموذج للرياضيين المغاربة الذين يعانون من القهر والإهمال، فمنذ انقطاعه بداية التسعينات عن مزاولة اللعبة لا يجد موحي أي اهتمام من الجهاز الوصي عن الملاكمة، خاصة وأن إصابته جاءت أثناء مشاركته رفقة الفريق الوطني. وحسب وثائق توصلت «بيان اليوم» بنسخ منها، فقد راسلت وزارة الشباب الرياضة وزارة الداخلية في مناسبات بشأن تمكين موحي من رخصة النقل العمومي (كريمة) كمساعدة من دولة على اعتبار أن وضعه الصحي لا يؤهله للعمل، غير أنه لم يتوصل بها إلى الآن رغم حاجته الماسة إلى مصدر رزق يعيله على مصاريف الأدوية والعلاج. مصدر مقرب من موحي يقول إن الرخصة قد خرجت للوجود لكنها آلت إلى شخص آخر، مشيرا إلى أن جمعية نجوم قدماء الملاكمة تتكفل بمصاريف عيشه وعلاجه، بعدما أصبح من المستحيل أن يندمج موحي اجتماعيا بسبب الإصابة التي جعلته عاجزا عن مزاولة أبسط النشاطات أو حتى تكوين أسرة تعيله. ويعد موحي من بين الملاكمين المغاربة الذين فرضوا حضورهم خلال الثمانينات، حيث توج بطلا للمغرب ثلاثة مرات متتالية (1984-1983-1982)، وحصد ميدالية برونزية بدوري أثينا 1985، وميدالية ذهبية في نفس السنة بدورة الألعاب العربية، وميدالية فضية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بسوريا 1987، وفضية بدوري كندا 1988، وعاد ليحصد برونزية بدوري أثينا في 1988، وميدالية فضية بألبينا (بلغاريا) سنة 1989، كما شارك في بطولة العالم في مناسبتين 1986 و1990.