افتتح مؤخرا بمدينة الرشيدية «متحف سجلماسة: ملتقى الحضارات»، التابع لمركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث، في حفل فني وثقافي متميز وحضره عدد كبير من فعاليات المدينة، وأشرف على تدشينه الأستاذ مصطفى تيليوا مدير المركز، وباشا المدينة، وإعلاميون وشخصيات مهتمة بالثقافة والفنون وتراث المنطقة، بحضور كبير لجمهور المدينة التواق والشغوف لمثل هاته الأنشطة الثقافية والفنية، خاصة فئة الشباب من ساكنة الرشيدية. وفي زيارة لفضاء المتحف ومعاينة محتوياته (لوحات تشكيلية عن بعض مميزات منطقة تافيلالت وقصورها المعمارية الخالدة، وبورتريهات لملوك الدولة العلوية وشجرة الانتساب، وصور فوتوغرافية تبرز خصوصيات معمار المنطقة، وعينات من ألبسة سكانها (ألبسة عرسان مختلف قبائل المنطقة العربية والأمازيغية والصحراوية)، ومنسوجاتها ومنتوجاتها، وأدوات محلية للزراعة والمطبخ والزينة والموسيقى وعصر الزيتون ودق الحبوب ومعالجة الحليب وحفظ مشتقاته بها، وصور فوتوغرافية قديمة عن بعض معالم المنطقة ورجالاتها، وكذا عن بعض فنانيها في مجال الموسيقى والغناء («البلدي» خاصة: باعوت، بلمصبح، الزكود، الكاوي، مولاي إدريس، لعنان، ميح...)، يتضح جليا ذلك الغنى الثقافي للموروث الشعبي لمنطقة تافيلالت وما تزخر به من مكنون تاريخي يعد كنزا ثقافيا، يجب استثماره سياحيا حتى يساهم في التنمية المحلية، كما يعد منطلقا للبحوث العلمية في العادات والتقاليد الموروثة عن الأجداد للأحفاد، في إشارة إلى ضرورة الحفاظ عليها والتعريف بها محليا ووطنيا ودوليا. بعد ذلك كان للحضور موعد مع حفل فني غنائي نشطته عينة من المجموعات الغنائية المحلية كفرقة «كناوة ما يوسف بمدغرة» برئاسة المقدم أبا مسعود بنسالم ومجموعة «نيت هوب» الشبابية المحلية برئاسة الشاب توفيق،التي أدت أغنية جديدة من الألبوم الذي أنتجته مؤخرا، ومجموعة «فن البلدي لإحياء التراث» برئاسة الفنان مولود الكاوي والفنان الأمازيغي سعيد، عن «مجموعة تودّرت» بتنجداد. ومجموعة الفنان «مصطفى لعنان». هذا الحضور الكبير الذي تفاعل وتجاوب مع كل المجموعات التي تناولت في أغانيها تراث المنطقة وقضايا الإقليم، حيث ترك الحفل انطباعا طيبا لدى الحاضرين متمنين من الجهات المسؤولة أن تعتني أكثر بالفنون الشعبية للمنطقة، هدفا في الرقي بالثقافة الشعبية المحلية.