العصب لا تساهم في تطوير التحكيم بسبب حسابات ضيقة اجتمع مسؤولو لجان التحكيم باتحادات شمال إفريقيا في مدينة الدارالبيضاء بمبادرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). وحضر معهم المحاضرون الفنيون والمتخصصون في الإعداد البدني، وعلى مدى أسبوع دار النقاش حول قيمة التحكيم في مدار كرة القدم وأهمية توحيد قرارات الحكام بتوحيد التكوين اعتمادا على برامج ومناهج موحدة. واقتربنا من الحكم الدولي محمد الكزاز في هذه المناسبة وأجرينا معه الحوار التالي: * ما هو موضوع اللقاء الذي دعت له الفيفا وتحضره فعاليات التحكيم من عدة اتحادات لكرة القدم؟؟ - الأمر يتعلق بدورة تكوينية في إطار برنامج (فوتورو) المنظم من لدن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واللقاء خاص بالمحاضرين الفنيين والمتخصصين بالإعداد البدني في قطاع التحكيم في عدة بلدان في شمال إفريقيا الناطقة بالعربية: السودان ومصر وتونس والجزائر وليبيا، إضافة إلى المغرب والعمل مستمر حتى الثالث عشر من الشهر الجاري. الفيفا تتوفر على قطاع للتحكيم يشرف عليه حاليا وفي مجال تطويره الإسباني «فرناندو طريساكو» الحاضر معنا في لقاء الدارالبيضاء، والهدف يرمي إلى محاولى مواكبة الفيفا لمسار نشاط التحكيم في هذه البلدان بأهم المستجدات وخاصة القانون المتعلق بتنظيم قطاع التحكيم وهيكلته وتركيبه. ومن حيث مستجدات التكوين المهني وكذا الإعداد البدني للحكام. و(الفيفا) تؤمن بأن الإعداد البدني للحكم جزء هام يساير الفني والنفسي من أجل تحقيق الارتقاء بالمردود والفائدة المرجوة. * ماذا عن مستوى التحكيم في كرة القدم المغربية في ظل اللجنة المركزية والمديرية؟ - بكل صراحة ومن خلال النقاش الذي حضره الإسباني «فرناندو طريساكو» المشرف على البرنامج وجدنا أنفسنا قد طورنا الهيكلة في قطاعنا بجامعتنا مقارنة مع الدول الموجودة معنا في نفس المنطقة، ولاحظنا أن اتحادات في بعض البلدان لم تجد وسيلة لفك الارتباط الموجود أصلا بين اللجنة المركزية والمديرية في قطاع التحكيم.. والحمد لله. نحن ومنذ إحداث اللجنة المركزية المكونة من رئيس وهو عضو في المكتب التنفيذي بالجامعة ويضع الخطوط العريضة المعتمدة لدى المكتب الجامعي وتبقى أجرأة وتفعيل القرارات على اللجنة المركزية التي تتكون من فنيين ومن حكام متمرسين. والحمد لله، أبدى مدير التطوير لدى (الفيفا) ارتياحه وإعجابه بالطريقة التي يسير بها قطاع التحكيم في كرة القدم في المغرب وقدمنا نموذجنا ضمن مختلف النماذج وشهد لنا المسؤولون بالريادة ونتمنى أن نتمكن من تطوير تجربتنا أكثر. * هل أنتم مرتاحون للتحكيم في المغرب وهل المدار قادر على إفراز مواهب على غرار: بلقولة، الزياني، لحراش، العباسي وغيرهم منم الرواد؟؟ - نحن نطمح باستمرار لتحقيق الأفضل والمزيد من الإيجابيات.. ننجزه في اتجاه معين لدينا قلق في مستويات أخرى، لأن هناك برامج وهناك تكوين على صعيد اللجنة المركزية للتحكيم على مستوى حكام بالنخبة لكن هناك شبه قطيعة مع ما يجري في بعض العصب، باعتبارها حجر الزاوية والأساس في التكوين يتم في العصبة والأسماء التي ذكرت مثل بلقولة ولراش والعباسي وغيرهم منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر (نتمنى لهم الصحة وطول العمر). تكونوا في العصب والتكوين التقني والقانوني وعدد المباريات التي أشرفوا عليها والارتقاء الذي بلغوه!! الآن المشكل داخل بعض العصب يتمثل في نقص كبير جدا بسبب صراعات ضيقة وحسابات ونتمنى أن نربط جسور التواصل مع العصب ولجانها. لكي تكون قاعدة التحكيم قوية وقادرة على تحضير حكام مميزين وكفاءات. * هل يمكن نقل التحكيم في ميدان كرة القدم إلى الاحتراف وتوفر للحكام إمكانيات مادية محترمة على غرار قطاعات أخرى؟؟ - مقارنة مع محيطنا نلاحظ أن تعويضات الحكام من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، جيدة ومعها تعويضات التنقل، وقد أفاجئك إذا قلت أن تحويل التحكيم في ميدان كرة القدم إلى الاحتراف أمر صعب، وأتساءل عن الآليات التي يمكن اعتمادها لتنفيذ الاحتراف؟ ففي أي مرحلة يحترف وكيف تكون طبيعة هذا الاحتراف.. وما هي الضمانات؟؟ لأن الحكم يمارس هذا النشاط في فترة محدودة ووجيزة وهل يبقى الحكم في نفس المستوى الذي بلغه عند التعاقد؟؟ إشكالات كثيرة تطرح في هذا الموضوع لأن الحكم ينهي المسار وهو في سن 45 سنة، فهل يمكن أن يضمن تقاعدا في فترة الممارسة؟؟ أعتقد أن الحكام في حاجة إلى تسهيلات ومساعدات تمكنهم من ممارسة التداريب وقيادة المباريات دون مشاكل مع شغلهم الأصلي... إما التفرغ أو تخفيف حصص العمل. لقد كنت رفقة الحكم الألماني «ماركوس ميرك» وطرحنا مشكل الاحتراف وقال لي أنه لا يمكنه امتحان التحكيم لأنه طبيب ويجتهد ليجمع بين عيادته والتحكيم في ملاعب كرة القدم. يقال أننا الآن في بطولة محترفة وبحكام هواة ونحن ندرك جيدا أن جميع الدوريات الاحترافية لا يقود مبارياتها حكام محترفون إلا البعض، والأمر مرتبط بالحكم عند تقاعده بعد سن الخمسة والأربعين. اللاعب يوقع عقدا احترافيا لمدة معينة والأمر يختلف بالنسبة للحكم، وينبغي التفكير في العمق في هذا الموضوع، الراحل سعيد بلقولة انطلق من بطولة هاوية وقاد مباراة نهاية كأس العالم جمعت منتخبي بلدين تمارس فيهما كرة القدم بنظام احترافي نموذجي ولم يناقش أحد آنذاك هذا الفارق لأن الرجل متمرس وفي مستوى المهمة.. كان وسيبقى بدوره نموذجا يحتذى به.