التحكيم في المغرب أفضل مما هو موجود بإفريقيا بدعوة من الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا يجتمع رؤساء لجان التحكيم في اتحادات الكرة بالدارالبيضاء... وعلى مدى ستة أيام يناقشون مع مسؤولي «الفيفا» أساليب توحيد قرارات الحكام بهدف تطوير المردود الفني.. ويحضر بالدارالبيضاء فعاليات من عدة اتحادات خبراء ومسؤولون ومحاضرون في مجال التحكيم إضافة إلى دوري الاختصاص في التحضير البدني.. والملتقى مناسبة للوقوف على مستوى التحكيم في مدار كرة القدم دوليا والمناهج والبرامج المهيأة لتوحيد العمل.. وفي الملتقى اقتربنا من الخبير المصرية أحمد الشناوي المسؤول عن تطوير التحكيم بشمال وشرق افريقيا بالاتحاد الدولي فيفا وأجرينا معه الحوار التالي: * ما الهدف من لقاء الدارالبيضاء الذي يجمع مسؤولي قطاع التحكيم في اتحادات كرة القدم لإضافة إلى الإداريين؟ - الهدف يرمي إلى التوحيد والدراسات التي تمت تساهم في تحضير المحاضرين الفنيين ومدهم بالبرامج الموحدة حتى يستفيد حكام مباريات كرة القدم من منهج موحد.. وفي هذا العمل يدخل المحاضر في الإعداد البدني بهدف رفع اللياقة البدنية لدى الحكام.. ولإنجاح التوحيد تمت دعوة مسؤولي قطاع التحكيم في اتحادات كرة القدم وأعدوا لهم برامج خاصة لإعداد الحكام إداريا وفنيا. وهذا يمكن الحكام على صعيد العالم من الاستفادة من نفس المنهل سواء على مستوى الإدارة في وضع البرنامج وإعداد محاضر وإعداد مراقب والمحاضر الفني يستعمل نفس المناهج التي تتعامل بها جميع اتحادات الكرة، وتوحيد قرارات الحكام في المباريات المختلفة يساعد على نجاح التحكيم، لأن المشكل المطروح يتمثل في اختلاف القرارات حول نفس الحالات ! ولذلك يبقى التوحيد أساس نجاح التحكيم.. * كيف هو مستوى التحكيم في القارة الافريقيا وبالضبط في شمالها وماذا عن مستوى التحكيم في المغرب؟ - أرى أن شمال افريقيا هي الأرض الخصبة في إفريقيا لإفراز المواهب في ميدان التحكيم... وكبار الحكام كانوا دائما من هذه المنطقة. * هل تعتبر التحكيم في شمال افريقيا أقل مشاكل من الجنوب؟ - الدوريات قوية في بلدان شمال إفريقيا والمباريات فيها ضغوط وفيها عنف وإثارة.. وهذه العوامل تساعد على تحضير حكام مميزين. ونلاحظ ذلك في البطولة الإسبانية التي تنتج لاعبين جيدين وحكاما من مستوى مميز.. والبطولات العربية بدون استثناء تونس والمغرب ومصر والجزائر وليبيا والسودان، أنا أعتقد أنها دوريات صعبة مما يجعل للحكم العربي مكانة في إفريقيا. * ماهي المشاكل التي يواجهها التحكيم في كرة القدم الإفريقية؟ * كنا نسمع عن التحيز.. والحكم يرجح كفة الفريق المضيف؟ - أنت أثرت ملاحظة هامة تتمثل في الفريق المضيف... صاحب الملعب، ومدى تأثيره على مردود التحكيم، وأنا أعتقد أن هذه الظاهرة أخذت تختفي من الملاعب في افريقيا.. أما بالنسبة لمستوى التحكيم في المغرب فشخصيا زرت البلاد كلها خلال ستة عشر دورة في افريقيا وأرفع تقاريري إلى الفيفا وأهنئ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على المستوى الجيد الذي يتمتع به التحكيم في المغرب، وأرى أن جامعتكم تتوفر على أفضل قيادات تحكيمية والهيكلة نموذجية ولامثيل لها في اي اتحاد في افريقيا... على المستوى الفني والإداري وتخطيط العمل وإنجازه على صعيد جميع الفئات... وأنا مصري وقلت للجميع أن نظام التحكيم في الاتحاد المغربي هو الأفضل قاريا. * هل هناك مباردات في تطوير مستوى التحكيم؟ وهل هناك حوافز مالية والتغطية الصحية والتأمين؟؟ - التعويض المالي للحكم ينبغي أن يكون هاما.. ولايمكن إجراء مباراة بدون طاقم للتحكيم... اللاعبون والمدربون يستفيدون من مستحقات مالية مرتفعة القيمة وتفوق بكثية مايرصد للحكم، ولابد أن تتظافر الجهور في المرحلة القادمة لرفع القيمة المادية لحقوق الحكم وذلك من خلال الاحتراف أو نظام آخر... لأنه لايعقل أن يبلغ الأجر الشهري للاعب 5000 دولار مثلا ولايتجاوز دخل حكم مبلغ 200 دولار أو 300 دولار.. ونفس الشيء بالنسبة للمدربين الذين تفوق أجورهم ما يتقاضاه الحكام بكثير؟ وهذه الفوارق الصارخة غير مقبولة، ولاكرة القدم بدون لاعبين أو بدون مدربين أو حكام... ولابد أن يكون هناك توازن في قيمة المستحقات ولا أعني بذلك أن تتساوى مستحقات المدربين مع ما يرصد للحكام... المدربون يجتهدون ويخضعون للتكوين باستمرار ويتحملون تكاليف حضور الملتقيات للحفاظ على مستواهم الفني والمادي ولابد من رفع المستوى المادي للحكام ليتحمسوا أكثر ...