اهتدى هاني بلان، الخبير الدولي في مجال التحكيم والمحاضر المعتمد من الاتحاد الدولي والأسيوي والقطري لكرة القدم، إلى جسر للتواصل مع حاملي الصفارة وقضاة الملاعب، من خلال موقع إلكتروني على شبكة الأنترنيت، يحمل تحكيم.كوم، قال عنه هاني إنه فضاء يجمع أسرة التعليم ويقرب المسافات بينها. «كلما تعمقنا في الحديث مع المهتمين أو الممارسين في مجال تحكيم كرة القدم حول المكونات الأساسية الكفيلة بتكوين حكم متميز قادر على التألق داخل الملاعب الكروية، إلا وسردنا على مسامعنا بطاقة شاملة من أشكال المهارات الفنية والتقنية على اختلاف مجالاتها، متشابهة الطرح في مجمل ردودها، مما يؤكد بالواضح أن الأغلبية الساحقة من الحكام يعتبرون أن كيفية التصرف في اتخاذ القرارات، وطريقة السيطرة على أحداث المباراة، والشجاعة الكافية في احتواء تصرفات اللاعبين، والتزام الحياد المطلوب في تسيير المنافسات، واللياقة البدنية الكافية لمجاراة مستوى تنقلات اللاعبين، والتطبيق السليم للسلطتين التنفيذية والتشريعية المستمدتين من القوانين المنظمة لكرة القدم الدولية، وحدها الكفيلة بجعل الحكام يعانقون عالم النجومية من بابه الواسع دون الحاجة إلى الرفع من وتيرة عوامل أخرى مهمة كالجانب النفسي مثلا، إلا أن التجارب الحديثة في صناعة الحكام أثبتت أنه أصبح لزاما في وقتنا الحاضر الاعتماد على الرفع من العامل النفسي، وبات من اللازم على كل المسؤولين التابعين للجان حكام الجامعات المحلية السير بثبات على خطى التوجيهات الرسمية المنبثقة من قلب لجنتها الأم المسؤولة عن التحكيم والحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» عبر تسطير وبرمجة جدول موسمي يتلقى من خلاله الحكام جرعات شحن معنوية كبيرة. وبما أن هذا الاختصاص ( علم النفس الرياضي ) في مجمله لم يعد يقتصر في الأعوام الأخيرة على الأطباء النفسانيين وحدهم في حل مشاكل الحكام، بعد أن استعان فيه بخبرة الخبراء في التحكيم والحكام السابقين الأكفاء المتمتعين بقوة الشخصية القيادية ومدربي البرمجة العصبية ذوي الارتباطات القوية بالمجال الرياضي ودرايتهم الكافية في إعداد الحكام وتخليصهم من عامل الضغوطات النفسية المتكررة والاحباطات الناتجة عن الاحتجاجات، خصوصا بالنسبة إلى الحكام صغار السن وحديثي العهد في قيادة المباريات، غير المتوفرين على الخبرة الميدانية الكافية وتجربة التأقلم مع الأحداث الطارئة التي لا تتيح لهم فرصة التأقلم السريع مع أجواء المنافسات، فإن تقليص نسبة التركيز على التهييء البدني والفني من البرنامج العام التدريبي للحكام أضحت ملحة أمام ضرورة التركيز الذهني والنفسي الذي أصبح يحظى بأهمية أكبر في الإعداد والتدريب لتذويب المعيقات، وتعود الحكام على كيفية التعامل مع مواد القانون بشكل دائم وتحويلها من محاضرات نظرية إلى تطبيقات على أرض الواقع بكل تفان منمية بذلك ثقة الحكام في قدراتهم الذاتية الكفيلة بالوصول إلى الأهداف النهائية لهذا فإن الغاية من تنظيم الدورات الخاصة بالحكام إغناء ذاكرة الحكام بالمواقف القابلة للاستعمال بشكل منتظم في الوقت المناسب وتزويدهم بالمعلومات المفيدة وإعطائهم الدعم المعنوي كي يزيد مؤشر توقعاتهم في اتخاذ القرارات السليمة أثناء المباراة».