معاذ الياسميني - لن يتقدم سعيد بلخياط إلى الانتخابات التي ستجري خلال الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) سنة 2009. وقال بلخياط في تصريح ل«المساء» إنه يفضل البقاء في عضوية اللجنتين النسوية والتنظيمية بالكاف عوض الدخول في متاهة البحث عن مقعد في المكتب التنفيذي، مشيرا إلى أن التجربة التي خاضها في الجمعيتين العموميتين بتونس ومصر طيلة السنوات الأربع الماضية علمتاه الكثير خصوصا على مستوى تعامل البعض مع التمثيلية المغربية في الخارج. وستجري للإشارة الجمعية العمومية بغانا بمناسبة استضافتها للنهائيات الإفريقية بدون أن تجري الانتخابات الخاصة بالصعود إلى المكتب التنفيذي. وجاء ذلك تماشيا مع قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي أوصى بعقد الجمعيات العمومية خارج السنوات التي تشهد تنظيم منافسات قارية تفاديا لهيمنة البلد المنظم على أجواء الانتخابات. هذا المعطى أجل موعد الجمعية العمومية للكاف إلى سنة 2009، في حين ستكتفي الجمعية العمومية بغانا بدراسة تقارير مختلف اللجان الداخلية بما فيها التغييرات التي ستطرأ على اللوائح الأساسية. إلى ذلك، أوضح بلخياط، الذي حل بغانا يوم الاثنين الماضي، أن عدة تجارب أقنعته بضرورة أخذ مسافة كبيرة اتجاه الترشح للاتحادات الدولية، ومن بينها على الخصوص غياب الدعم الكامل من الجامعة المغربية وعدم وجود ضغط من الإعلاميين المغاربة. ومضى بلخياط قائلا «أتذكر جيدا أني في تونس سنة 2004 كنت وحيدا، ففي الوقت الذي رافق المصري هاني أبوريدة عشرون عضوا تفرقوا قبل أسبوع من الانتخابات في مختلف الفنادق والمنتديات من أجل حشد الدعم لمواطنهم، لم أجد بجانبي سوى عضو الجامعة محمد مفيد الذي حضر يوما واحدا قبل الجمعية العمومية. أما على مستوى الاتحاد العربي، فقد فوجئت بغياب دعم كاف من الإعلام المحلي لمواقفي، فبعدما أصدرت قرارا بتوقيف ملعب وفاق سطيف بصفتي رئيسا للجنة الانضباط على إثر الأحداث التي شهدها الملعب خلال مباراة ذهاب نهائي النسخة الماضية، شنت الصحافة الجزائرية حملة كبيرة ضدي، قبل أن يتحرك الجزائري محمد راوراوة الذي ساهم في خوض الفريق الجزائري لمباراته أمام الرجاء البيضاوي بملعب وفاق سطيف، ورغم تحذيري لمسؤولي الرجاء من أجل دفعهم إلى الاحتجاج، فلا أحد بادر إلى القيام برد فعل». وكان المغرب فضل عدم التقدم بأي مرشح في الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي بمناسبة كأس إفريقيا بمصر قبل سنتين. وأرجع بلخياط حينها ذلك إلى رغبته في عدم الدخول في رهان خاسر مسبقا أمام المصري هاني أوريدة عن المنطقة الشمالية، واستثمار ذلك في الجمعية العمومية الموالية من أجل ضمان التصويت على المرشح المغربي، إذ إن المغرب لا يمكنه الترشح إلا عن المنطقة الشمالية حسب لوائح الاتحاد الإفريقي. وبما أن المصري هاني أبوريدة يعد في الوقت ذاته رئيس اللجنة التنفيذية بالكاف ورئيس اللجنة المنظمة لدورة مصر، كان من الصعب التقدم بترشيح ضد مرشح مصري تجري الانتخابات بأرضه وفي الوقت ذاته يحتل منصبا حساسا في الاتحاد الإفريقي وفي اللجنة المنظمة للدورة، فذلك سيكون بمثابة حرق للأوراق في المستقبل. وفي السياق ذاته، قال بلخياط إنه من المحتمل جدا ألا يتقدم أي مغربي خلال الانتخابات المقبلة التي ستجري بمصر السنة المقبلة، مضيفا أن ذلك سيفتح المجال أمام ممثل الجزائر محمد راوراوة للمرور بسهولة. وتابع بلخياط، الذي ظل محافظا على مكانته في الكاف طيلة 16 سنة (ما بين 1988 و2004)، إن الاتحاد الجزائري بدأ في الاشتغال منذ الدورة الماضية من أجل ضمان مقعد لممثله في المكتب التنفيذي «في حين لا نولي أي اهتمام لذلك في المغرب، بل إن الحديث عن ممثلي المغرب في الكاف لا يتجدد إلا حين تتعرض إحدى الفرق أو المنتخبات المغربية لظلم التحكيم». يشار إلى أن المغرب يسجل حضوره حاليا في الكاف على مستوى اللجان فقط، إذ ينشط سعيد بلخياط ضمن اللجنة النسوية واللجنة المنظمة لكأس إفريقيا وكريم العالم في اللجنة المشرفة على المنافسات الإفريقية ما بين الأندية ومصطفى بدري في لجنة الإعلام ومحمد حوروان في لجنة الروح الرياضية ومحمد باحو ضمن لجنة ممثلي المناطق الخاصة بالتحكيم، علما أن تونس سجلت حضورها في الكاف بعشرة أعضاء وبعضو في الاتحاد الدولي هو سليم شيبوب، وبنفس العدد تحضر مصر بعشرة أعضاء وبعضو في المكتب التنفيذي للكاف هو هاني أبو ريدة إضافة إلى السكرتير العام للكاف مصطفى فهمي، أما الجزائر فتحضر بثمانية أعضاء، من بينهم محمد راوراوة عضو المكتب التنفيذي للكاف، مقابل عضوين لليبيا. ويأتي المغرب رابعا وسط الدول العربية الخمس المكونة للمنطقة الشمالية بخمسة أعضاء في اللجان المتفرعة عن المكتب التنفيذي.