واصل فيلم حياة «قصيرة» للمخرج المغربي عادل الفاضلي حصد الجوائز في المهرجانات الدولية حيث منحته لجنة تحكيم مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية جائزة النيل الكبرى للفيلم القصير٬ وتوج بالقناع الذهبي للملك توت عانخ آمون. ويستعرض الفيلم (16 دقيقة) قصة طفل «زهر» توفيت أمه أثناء ولادته٬ ليبقى تحت رحمة مصاعب الحياة وكوارثها٬ كما رصد من خلال هذه الحياة التحول الإيجابي الذي طرأ على المجتمع المغربي في كل المجالات بصورة إنسانية عميقة. واعتبرت لجنة التحكيم أن فيلم «حياة قصيرة» يعد متميزا من الناحيتين الفنية والجمالية وهو ما تجلى في قدرته على الابتكار البصري وتوظيف السخرية مع اتخاذ موقف قوي وصلب من أجل الحياة. وكان «حياة قصيرة» قد فاز بالجائزة الكبرى لمهرجان مالمو السينمائي للأفلام العربية بالسويد في شتنبر المنصرم ٬ والجائزة الكبرى للدورة الثامنة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة٬ وجائزة (السلحفاة الذهبية) للفيلم القصير في الدورة 25 للمهرجان المغاربي في تونس وبجائزة «أحسن فيلم أجنبي» في مهرجان الفيلم القصير ل «بونتو كومبو» بباريس ثم جائزة الوهر الذهبي للأفلام القصيرة في الدورة الخامسة لمهرجان وهران للفيلم العربي بالجزائر٬ قبل أن يتوج في بلد الفراعنة بقناع واحد من أشهر الفراعنة الذين حكموا مصر. وضمت لجنة تحكيم الفليم القصير في المهرجان الناقد المغربي مصطفى المسناوي والمخرجة فانتا ريجينا ناكرو (بوركينا فاسو) والمخرج ماما كيتا (غينيا)٬ فيما ضمت لجنة تحكيم الفيلم الطويل الفنانة المصرية هند صبري والمخرج محمد خان (مصر) والمخرج إدريسا ويدراوغو (بوركينا فاسو) والمخرج بالوفو باكوبا كانييندا (الكونغو الديمقراطية) والمخرج عبد الرحمن سيساكو (موريتانيا). وعادت الجائزة الكبرى لمسابقة الفيلم الطويل لفيلم «فتى الروح» للمخرج الكيني هوا عثمان ويحكي قصة طفل يبلغ من العمر 14 عاما يعيش مع والديه في واحدة من اكبر التجمعات السكنية الفقيرة في شرق إفريقيا حيث بدأ رحلة البحث عن شفاء لوالده الذي تعرضت روحه للسرقة٬ واكتشف خلال رحلته أن والده قامر بروحه مع ساحرة طلبت من الفتى تجاوز سبع عقبات لإنقاذ روح والده. وقد شارك المغرب في هذه المسابقة بفيلم «اياد خشنة» لمحمد العسلي. كما تم منح جائزة أحسن إسهام فني في الأفلام القصيرة (القناع البرونزي لتوت عانخ آمون للفليم التونسي «قاع البئر» وهو للمخرج معز بن حسن وجائزة التحكيم الخاصة (القناع الفضي) لفيلم «صرخة الطائر» من النيجر للمخرج ساني الهاجي. وبالنسبة للافلام الطويلة عادت جائزة احسن اسهام (القناع البرونزي) لفيلم «مولود في 25 يناير» للمخرج المصري احمد رشوان وجائزة لجنة التحكيم الخاصة (القناع الفضي) لفيلم «السودان حبيبتنا» للمخرجة السودانية تغريد السنهوري. وتم خلال أيام المهرجان عرض 17 فيلما روائيا طويلا٬ و25 فيلما روائيا قصيرا٬ و17 فيلما في إطار بانوراما السينما الإفريقية٬ و 9 أفلام خارج المسابقة الرسمية من ضمنها الفيلم المغربي «أندلس مونامور» للمخرج محمد نظيف. كما تميز حفل الاختتام بتكريم المخرج الاثيوبي هايلي غريما٬ مخرج فيلم (تيزا) الذي يعد من أجود ما تتضمنه الفيلموغرافية الإفريقية خلال السنوات الاخيرة والذي حصد جوائز كثيرة في عدد من المهرجانات الدولية ويحكي عن حقبة حكم الدكتاتور منغيستو هيلا مريام في السبعينيات والثمانينيات٬ ويدور حول نظام حاكم متعطش للدماء وقتل بلا رحمة المنشقين السياسيين وأطفال القرى٬ علما ان الإعداد لهذا العمل استمر نحو 14 عاما.