الموسم الفلاحي وموجة الصقيع وأحداث تازة وكرة القدم على رأس جدول أعمال مساءلة النواب للحكومة في الوقت الذي لم يتحدد فيه بعد تاريخ عقد الدورة الاستثنائية للبرلمان التي سيكون جدول أعمالها منصبا على مناقشة والمصادقة على مشروع القانون المالي المعدل لهذه السنة، يعقد مجلس النواب يومه الاثنين أول جلسة عمومية تخصص للأسئلة الشفهية، في أول امتحان للحكومة بعد نيل ثقة الغرفة الأولى بالبرلمان في 26 يناير الماضي، والمصادقة على بعض بنود النظام الداخلي المعدل التي أبدى حولها المجلس الدستوري ملاحظات. وتأتي أول جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب بعد رد المجلس الدستوري على النظام الداخلي المعدل للمجلس، وقرار العمل بالبنود التي أقر المجلس الدستوري مطابقتها للدستور الجديد للمملكة، وضمنها عقد جلسة عمومية للأسئلة الشفوية، تكون سابقة للجلسة المماثلة التي يعقدها مجلس المستشارين، بالنظر إلى الأهمية التي تحتلها الغرفة الأولى بالبرلمان في الوثيقة الدستورية، والاختصاصات المنوطة بها. ويتضمن جدول أعمال جلسة الأسئلة الشفوية الأولى لمجلس النواب ثلاثة أسئلة محورية؛ ويتضمن السؤال المحوري الأول ثمانية أسئلة موجهه لوزير الفلاحة والصيد البحري، حول الموسم الفلاحي الحالي وتداعيات موجة البرد والصقيع التي تجتاح البلاد، والإجراءات التي ستتخذها الحكومة لمواجهة آثار الجفاف ومحدودية التساقطات المطرية إلى الآن، وهو نفس الموضوع الذي كان على رأس جدول أعمال المجلس الوزاري الأخير الذي ترأسه جلالة الملك الثلاثاء الماضي. وخلاله أكد وزير الفلاحة والصيد البحري أن الحالة لا تدعو إلى القلق وقابلة للتحسن في انتظار التساقطات المقبلة، مشيرا إلى أن وضعية الأراضي الفلاحية والمزروعات، في أغلب المناطق في حالة جيدة، بالرغم مما لحق بعضها من أضرار، خصوصا في المناطق الجنوبية. وحسب ما أوردته وزارة الفلاحة والصيد البحري، في آخر بلاغ لها، أن موجة الصقيع التي عرفها المغرب في الأسابيع الماضية، تسببت في إلحاق الضرر ببعض الزراعات المبكرة في العديد من جهات المملكة، خصوصا الغرب واللوكوس وبدرجة أقل، جهة الرباط- سلا- زمور- زعير. وأفاد البلاغ أن النباتات السكرية بالخصوص والبطاطس هي المزروعات التي تضررت كثيرا بسبب هشاشتها. حيث وصلت مساحة المزروعات من قصب السكر المتضررة بفعل الصقيع إلى 14 ألف من أصل 17 ألف هكتار، ومع ذلك يشير البلاغ إلى أن الوضعية تبقى مستقرة، من خلال التتبّع المستمر للتطور الميداني للزراعات، فضلا عن تسريع وتيرة الحصاد من أجل التقليل من أية خسائر محتملة لهذا المنتوج، والذي يمثل نسبة جيدة من المحتوى السكري. وتأثرت حوالي 6 آلاف هكتار، من أصل 60 ألف المخصصة لزراعة البطاطس بموجة الصقيع والبرد، وتعرض ما يقرب من 4 آلاف و700 هكتار للتلف من هذه المزروعات، أغلبها يتواجد بجهة طنجة تطوان. وتعتزم الحكومة اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل دعم المتضررين. السؤال المحوري الثاني موجه إلى وزيري الداخلية والعدل والحريات، يتضمن 7 أسئلة، حول الأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة تازة، والتي كانت موضوع لقاء بين رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووفد برلماني من المدينة، بحضور وزراء الداخلية، امحند لعنصر، والتشغيل والتكوين المهني، عبد الواحد سهيل، والعدل والحريات، مصطفى الرميد، والاقتصاد والمالية، نزار بركة، والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، حيث تم الاتفاق على تكوين لجنة متابعة لدراسة الملفات الملحة وإيجاد الحلول الملائمة لها. وخلال هذا الاجتماع أكد الجميع على أن الحفاظ على الأمن وصيانته مسؤولية جماعية وأن الحوار المسؤول والتعاون هو السبيل السليم لحل المشاكل. أما السؤال المحوري الثالث، ويتضمن 6 أسئلة، فهو موجه لوزير الشباب والرياضة حول النتائج المخيبة للآمال التي حصدها المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وخروجه المبكر منذ الدور الأول، خلال مشاركته في الدورة الأخيرة من كأس إفريقيا للأمم. وتتوزع باقي أسئلة جدول أعمال الجلسة إلى قطاعات الداخلية والخارجية والتجهيز والنقل والصحة والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر. ويعقد المجلس جلسة عمومية لعرض والمصادقة على بعض بنود نظامه الداخلي التي وردت بشأنها ملاحظات من المجلس الدستوري. حيث انكبت لجنة مصغرة لإعادة صياغة مواد النظام التي طالب المجلس الدستوري مطابقتها مع الدستور الجديد. وينتظر صدور مرسوم الحكومة بتحديد تاريخ انعقاد الدورة الاستثنائية التي سيخصص جدول أعمالها لمناقشة والمصادقة على مشروع القانون المالي لهذه السنة، بعد أن قررت الحكومة الأسبوع الماضي سحب كل المشاريع القانونية المحالة على مجلسي البرلمان، ومن ضمنها مشروع القانون المالي الذي أعدته الحكومة السابقة. كما لم يتحدد بعد تاريخ انتهاء الدورة التشريعية الحالية، ما لم يصدر بلاغ رسمي عن رئاسة مجلس النواب في هذا الشأن.