مع الانخفاض الملحوظ في درجة الحرارة وبلوغها درجات تحت الصفر في بعض المناطق من المغرب، أبدى عدد من الفلاحين والمزارعين تخوفهم من إلحاق الضرر ببعض الزراعات، وتسبب موجة الصقيع التي عرفها المغرب خلال الأسابيع الماضية، في إلحاق الضرر ببعض الزراعات المبكرة خاصة في جهتي الغرب واللوكوس ومنطقة سايس، وذكر بلاغ لوزارة الفلاحة والصيد البحري أول أمس، أن الصقيع ألحق الضرر خاصة بزراعتي السكر والبطاطس، مبرزا أن أزيد من 14 ألف هكتار من قصب السكر ( من مساحة إجمالية تقدر ب 17 ألف هكتار على المستوى الوطني ) تضررت بفعل الصقيع. كما أثرت ظاهرة الصقيع على مساحة تقدر بحوالي 6 آلاف هكتار من زراعة البطاطس. وأكد أحمد أوعياش رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة، أن موجة الصقيع القاسية والطويلة التي يشهدها المغرب سيكون لها تأثير سلبي على عدد من المزروعات، وستساهم في خسائر فادحة في بعض الزراعات التي لا تتحمل قسوة البرد، في مقدمتها البطاطس وقصب السكر والفراولة، وأشار المتحدث في تصريح ل»التجديد»، أن حوض اللوكوس والغرب بالجهة الشمالية ومنطقة سايس ستكون الأكثر تضررا بين جهات المملكة، مبرزا أن الحبوب سوف تتضرر هي الأخرى وإن كان بنسبة أقل، حيث ستتعرض إلى خسارة متفاوتة حسب الضيعات وتاريخ الزرع. من جهة أخرى، يعيش الفلاحون والمزارعون خوفا مستمرا منذ بدأت موجة الصقيع تضرب مناطق مختلفة من المغرب، ومن شأن هذه المخاوف أن تزداد إذا تلى الصقيع موجة حرارة قوية، وفي هذا الصدد أوضح أوعياش، أن أضرار الصقيع سوف تزداد إذا جاءت موجة حرارة قوية مباشرة بعد موجة الصقيع كما حصل قبل عدة سنوات. وتحاول الوزارة الوصية طمأنة المزارعين وتبديد مخاوفهم، إذ أكد بلاغ وزارة الفلاحة أن الوضعية حاليا مستقرة «حيث يتم التتبع المستمر للتطور الميداني للزراعات»، وأضاف أنه تم تسريع وثيرة الجني من أجل التقليل من أية خسائر محتملة لهذا المنتوج، وأكدت الوزارة أنه بعد جرد الحصيلة النهائية ستعمل الحكومة على اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل دعم الفلاحين المتضررين. بالمقابل دعا رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة في تصريحه ل»التجديد»، إلى عدم تجاهل تضرر المراعي والماشية أيضا، ولفت إلى انخفاض مردودية الفلاح الذي أنهكه الجفاف مع بداية الموسم الفلاحي الحالي، قبل أن يشهد المغرب هذه الموجة القوية من الصقيع التي تضرب المغرب كل عشر سنوات تقريبا. وفي سياق متصل، أوضحت المديرية الجهوية للفلاح بفاس- بولمان، أن موجة البرد التي تشهدها الجهة حاليا لن تؤثر على السير العادي للموسم الفلاحي، وأبرزت أن انخفاض درجة الحرارة رافقه سقوط الثلوج ببعض مناطق الجهة (الأطلس المتوسط والمنطقة الشرقية) سيعود بالنفع على المياه الجوفية والسطحية، كما سيمكن انخفاض درجات الحرارة، تضيف المديرية في بيانها، الورديات المثمرة التي يلائمها الطقس البار من الإزهار الجيد، مشيرة إلى أنه في ما يخص الزراعات الخريفية سيتم تدارك التباطؤ الخفيف للنمو الذي سببته موجة البرد بسرعة، عند ارتفاع درجات الحرارة والسقوط المحتمل للأمطار.