تضرر 80 في المائة من الزراعات السكرية و10 في المائة من زراعة البطاطس والفلاحون ينتظرون دعم الحكومة أعلنت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، أمس الجمعة، أن موجة البرد القارس التي تشهدها عدد من مناطق المغرب ستستمر إلى غاية يوم الأربعاء المقبل. وأوضحت المديرية أن موجة البرد القارس ستتواصل أساسا بمناطق الأطلس٬ والريف والهضاب العليا الشرقية والسايس وهضاب الفوسفاط٬ ووالماس والمنحدرات الجنوبية والشرقية. وتوقعت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية ارتفاعا تدريجيا لدرجات الحرارة ابتداء من يوم الخميس المقبل. هذا وتسببت موجة الصقيع التي عرفها المغرب خلال الأسابيع الماضية٬ في إلحاق الضرر ببعض الزراعات المبكرة في جهات متفرقة من المغرب وإن بدرجات متفاوتة. وقد شملت الأضرار بشكل خاص جهتي الغرب واللوكوس وبدرجة أقل جهة الرباط -سلا - زمور - زعير. وذكر بلاغ لوزارة الفلاحة والصيد البحري أن الصقيع ألحق الضرر خاصة بزراعتي السكر والبطاطس٬ مبرزا أن أزيد من 14 ألف هكتار من قصب السكر (من مساحة إجمالية تقدر ب 17 ألف هكتار على المستوى الوطني ) تضررت بفعل الصقيع. وأضافت الوزارة أن الوضعية مستقرة حاليا حيث يتم التتبع المستمر للتطور الميداني للزراعات وأنه تم تسريع وتيرة الجني من أجل التقليل من أية خسائر محتملة لهذا المنتوج. أما بالنسبة للبطاطس٬ يضيف البلاغ٬ فقد أثرت ظاهرة الصقيع على مساحة تقدر بحوالي 6 ألاف هكتار (من مساحة إجمالية تقدر 60 ألف هكتار على المستوى الوطني)٬ تعرض منها للتلف حوالي 4 ألاف و700 هكتار٬ مؤكدا أن جهة طنجة - تطوان تعد الأكثر تضررا من هذه الظاهرة بما مجموعه 3 ألاف و440 هكتار. وأشار البلاغ إلى أنه وبعد جرد الحصيلة النهائية٬ ستعمل الحكومة على اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل دعم الفلاحين المتضررين٬ مؤكدا أن الوزارة ستراقب عن كثب تطور حالة الزراعات بسبب موجة الصقيع٬ التي قد تخفض من وتيرة نمو الزراعات٬ خاصة الهشة منها. وفي هذا الصدد قال أحمد أوعياش، رئيس الفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية في تصريح لبيان اليوم، «إن هذه الأضرار لن تحص بشكل نهائي حتى تنتهي موجة الصقيع». وأضاف أوعياش أن «خسارة الفلاحين ومعايير قياس هذه الخسارة لا يمكن التعرف عليها كاملة إلا حينما تعود الشمس التي تقوم بإحراق النباتات والزراعات التي خرجت للتو من حالة الصقيع». وبخصوص دعم الحكومة للفلاحين المتضررين قال رئيس الفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية «إن هناك نوايا للحكومة الجديدة في القيام بواجبها في هذا الاتجاه». وهو الأمر الذي «تؤكده تجربة السنوات الماضية حينما دعمت الحكومة السابقة المتضررين من موجة الفيضانات التي أتلفت العديد من الزراعات من خلال إعادة جدولة الديون ودعم الفلاحة الخريفية وتزويد الفلاحين بالأسمدة والبذور بأثمنة رمزية لا تزيد عن 10 في المائة من ثمنها الحقيقي، بالإضافة إلى توزيع الشعير بالنسبة للكسابين». بالمقابل أكدت المديرية الجهوية للفلاحة بفاس - بولمان أن موجة البرد التي تشهدها الجهة حاليا لن تؤثر على السير العادي للموسم الفلاحي 2011-2012 . وأوضحت المديرية في مذكرة لها حول سير الموسم الفلاحي الحالي أن انخفاض درجات الحرارة رافقه سقوط الثلوج ببعض مناطق الجهة (الأطلس المتوسط والمنطقة الشرقية)٬ والتي ستعود بالنفع على المياه الجوفية والسطحية. كما سيمكن انخفاض درجات الحرارة٬ تضيف المديرية٬ الورديات المثمرة التي يلائمها الطقس البارد٬ من الإزهار الجيد٬ مشيرة إلى أنه في ما يخص الزراعات الخريفية٬ سيتم تدارك التباطؤ الخفيف للنمو الذي سببته موجة البرد بسرعة٬ عند ارتفاع درجات الحرارة والسقوط المحتمل للأمطار. وارتباطا بالمناطق الرعوية٬ تجدر الإشارة إلى أن الغطاء النباتي بالمناطق الشمالية والوسطى للجهة يوجد في حالة «جيدة» ٬ في حين أثرت الأحوال الجوية السيئة على هذا الغطاء بالمنطقة الجنوبية للجهة (منطقة ميسور).