أنهت فرق القسم الأول مرحلة الذهاب في الدوري الاحترافي، ودخلت في عطلة تفرض وقفة تأمل لدى المسيرين والمدربين بهدف تقييم انطلاقة أول موسم في تجربة احترافية غير مسبوقة في مسار كرة القدم الوطنية... ومن خلال قراءة في مردودية الفرق يتضح عموديا أن فريق الفتح الرباطي، يحتل الرتبة الأولى ويوجد في الصدارة بأقوى رصيد مرفوقا بفريقي الرجاء والمغرب التطواني في الرتبتين الثانية والثالثة... وفي الأسفل تتعذب فرق أولمبيك خريبكة، شباب المسيرة، والنادي القنيطري. ويبدو أن ما تفرزه الممارسة الرياضية لدى جل الفرق يترجم صعوبة الانعتاق من نظام الهواية ومعانقة الاحتراف بقوانينه وطقوسه، وما يحدد هذا النظام من حقوق وواجبات، والفرق التي تمكنت من الحفاظ على الاستقرار حققت نتائج إيجابية وتفادت هموما ومتاعب يعاني منها غيرها! وفي مجال التأطير التقني تنعم تسعة فرق بالهدوء نسبيا ولم تغير مدربيها: الفتح (جمال السلامي)، المغرب التطواني (عزيز العامري)، شباب الحسيمة (حميدوش - الركراكي)، المغرب الفاسي (رشيد الطاوسي)، الدفاع الحسني الجديدي (جواد ميملاني)، أولمبيك آسفي (عبد الهادي السكتيوي)، النادي المكناسي (عبد الرحيم طالب)، شباب المسيرة (فؤاد الصحابي)، اتحاد الزموري الخميسات (مصطفى الدرس)، في حين تعاقب على كل من الرجاء وأولمبيك خريبكة ثلاثة مدربين! كما أن فريق الوداد أنهى الشطر الأول في الدورة بدون مدرب عقب الطلاق من السويسري ميشيل دوكاستل، وإسناد المهمة إلى مساعده جلال فاضل وفشل التعاقد مع امحمد فاخر!! وتابعنا الضجة التي رافقت إعلان انطلاق النقاش بين مسؤولي الوداد والمدرب امحمد فاخر... والخلاف الذي إندلع في مدار كرة القدم وخاصة في الدارالبيضاء بين مؤيد ومعارض وبين مرتاح وغاضب أمام تعثر التعاقد بين الطرفين. ويحدث هذا في زمن الاحتراف موازاة مع حالات أخرى، من بينها تأخر مستحقات اللاعبين رغم تعاقدهم مع فرقهم... وظهور مشاهد خطيرة تهدد الملاعب وتسيء للرياضة بالشغب والعنف والترهيب، ونتابع ما يعانيه بعض المسيرين والمدربين من ضغوطات يحركها محسوبون عن الجمهور الرياضي كلما تعذر تحقيق الانتصار... ولم تنحصر سلوكات الاحتجاج والعتاب والانتقادات في فضاءات التنافس الرياضي، بل انتقلت إلى الشارع حيث يتم التعبير عن القلق بالعنف وتخريب الممتلكات العامة وممتلكات المواطنين.. وأفرزت مرحلة الذهاب في الدوري الاحترافي، مظاهر تفرض مراجعة الأوراق وتغليب القانون مع تخليق الحياة في المجتمع الرياضي، والغريب أن جل الفرق لم يسلموا من مشاكل تختلف من فريق لآخر. فريق الرجاء اجتاز أزمة نتائج واجه فيها مسؤولوه انتقادات لاذعة وصراعا طاحنا مع المدرب امحمد فاخر قبل تصحيح المسار... أما الوداد الذي تحمل تكاليف باهضة بهدف تحضير تشكيلة قوية وتحقيق نتائج ايجابية، تراجع مردوده وأقصي في مسار كأس العرش وأضاع لقب عصبة الأبطال الافريقية... مما أدى إلى الانفصال عن مدربه ويسعى للتعافي في الشطر الثاني. فريق النادي القنيطري عاش غليانا جماهيريا نتيجة رفض فئة من الجمهور للرئيس... وأفرز الوضع خلافات تحولت إلى ملف دخل القضاء. والدفاع الحسني الجديدي يعيش غضبا تم تصديره إلى الشارع وفي بداية الاسبوع الجاري تحركت مسيرة في الشارع تطلب التغيير!! ونتابع ما يجري ويدور من حين لآخر في آسفي، أكادير، فاس، الخميسات وغيرها من حراك وتدافع!! فهل تتغير الأوضاع في مرحلة الإياب مع الاستئناس بالاحتراف؟؟ أعتقد أن ذلك لن يكون سهلا مادام أن جامعة كرة القدم تغض الطرف عن ما يجري من خروقات داخل البطولة الوطنية، خصوصا في ظل الشرعية التي فقدتها منذ الموسم الماضي من خلال عدم عقدها للجمع العام لكون أغلب الأعضاء الجامعيين بدون أندية، إضافة إلى أن بعض تعيينات الرئيس والتي لاقت جدلا كبيرا من مكونات الشأن الكروي ببلادنا. ملاحظة لابد منها، ذلك أن مركز الإحصاءات التابع للفيفا كان قد اختار البطولة الوطنية كأفضل الدوريات العربية والإفريقية، متفوقة بذلك على بطولات دخلت الإحتراف مبكرا، وبالتالي تتوفر على كل الشروط الضرورية سواء المدية أو التقنية، فأي منطق هذا....