مهمة صعبة للقادة العراقيين لتحويل الشروط المتباينة إلى حلول دعا الرئيس العراقي جلال طالباني السياسيين الذين سيبحثون أعمال المؤتمر الوطني المنتظر للقوى السياسية لبحث إمكانية التوصل إلى حلول للأزمة العراقية، إلى المرونة فيما حث نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز إلى ضرورة خروج المؤتمر بحلول للازمة. شروط متباينة وترى مصادر عراقية أن تمسك القوى السياسية بالشروط التي وضعتها لجدول أعمال المؤتمر المنتظر انعقاده نهاية الشهر الحالي سيؤدي إلى خروجه بنتائج متواضعة أن لم تفشل المؤتمر برمته وخاصة تلك التي أعلنها التحالف الوطني بعدم مناقشة قضية نائب الرئيس القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي المتهم بالإرهاب وإصرار هذه القائمة على مناقشة هذه المسألة إضافة إلى عدم تنفيذ رئيس الوزراء نوري المالكي اتفاقات اربيل الموقعة أواخر عام 2010 والتي انبثقت عنها الحكومة الحالية. أما سلطات إقليم كردستان فتؤكد أنها ترفض تسليم الهاشمي إلى سلطات بغداد وتقول إنها لا تريد أن تتخذ قرارا يفسر بأنه انحياز لمكون طائفي ضد الآخر فهي تريد أن تنأى بنفسها عن هذا الصراع الذي أخذ طابعا سنيا شيعيا وعليه فإن القيادة الكردية تنتظر انعقاد هذا المؤتمر والقرار الذي سيتخذه بشأن وضع الهاشمي حيث إن ما يصدر عنه سيكون قرارا عراقيا «كرديا وسنيا وشيعيا» وعندها سيكون ملزما لجميع الأطراف السياسية في البلاد باعتباره صادرا عن مرجعية وطنية. وحذرت المصادر من أن فشل المؤتمر المنتظر سينهي العملية السياسية الراهنة برمتها ويقود العراق إلى فراغ قد يؤدي إلى حل مجلس النواب وإجراء انتخابات عامة مبكرة الأمر الذي قد يؤدي إلى انهيار امني خطير بدأت ملامحه الحالية تظهر من خلال توسع عمليات التفجير في أكثر من مدينة عراقية. المشاركون في اجتماع اليوم سيشارك في اجتماع اليوم رؤساء الجمهورية جلال طالباني والحكومة نوري المالكي ومجلس النواب أسامة النجيفي إضافة إلى ممثلين عن الكتل السياسية البرلمانية الثلاث الكبرى وهي التحالف الوطني والعراقية والتحالف الكردستاني. وسيمثل التحالف الوطني كل من: الشيخ همام حمودي عن المجلس الأعلى الإسلامي وعلي العلاق من حزب الدعوة وخالد الاسدي من حزب الدعوة تنظيم العراق وخالد العطية عن كتلة مستقلون وبهاء الاعرجي كتلة الاحرارالصدرية وعمار طعمة عن كتلة الفضيلة. فيما سيمثل العراقية كل من: رافع العيساوي وزير المالية و سلمان الجميلي رئيس كتلة القائمة في البرلمان. أما التحالف الكردستاني فسيحضر عنه روز نوري شاويس نائب رئيس الوزراء القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود وفؤاد معصوم رئيس كتلة التحالف البرلمانية القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني. مباحثات ماراثونية تسبق الاجتماع استعدادا لاجتماع اليوم، بحث الرئيس طالباني الليلة الماضية مع وفد يمثل التحالف الوطني «الشيعي» برئاسة زعيمه إبراهيم الجعفري «حل المشاكل الخلافية العالقة التي تواجهها العملية السياسية في البلاد». شدد طالباني على ضرورة تسخير كل الطاقات من اجل تهدئة الأوضاع وإبداء المرونة والتوجه نحو الحوار الحضاري لوضع حلول مرضية للقضايا العالقة». وتم التأكيد على ضرورة العمل المشترك لإعداد «المقدمات المعقولة لإنجاح المؤتمر الوطني المنشود والحرص على استقلالية السلطة القضائية والتمسك بالدستور في حل جميع القضايا الخلافية» كما قال بيان صحافي رئاسي عقب الاجتماع. ومن جهتها عقدت قيادة القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي اجتماعا الليلة الماضية قالت الناطق الرسمي بأس القائمة ميسون الدملوجي اثر انتهائه في تصريح صحافي تلقته «إيلاف» انه تم «بحث آخر المستجدات السياسية وفي مقدمتها اللقاء التمهيدي المرتقب للمؤتمر الوطني المزمع عقده ضمن مبادرة الرئيس طلباني وأجمع المجتمعون على ضرورة المشاركة الفاعلة في المؤتمر اذا توفرت حسن النوايا». وأضافت ان المجتمعين قد بلوروا رؤيتهم حول توفير الأجواء المناسبة لإنجاح المؤتمر ومنها إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وفقاً لدستور العراق ومبادئ حقوق الانسان وتشكيل لجنة من قيادات الكتل السياسية للتأكد من سلامة جميع التحقيقات ومنها التحقيق في قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي واحترام استقلالية القضاء والابتعاد عن تسييس العدالة والتراجع عن طلب سحب الثقة عن نائب رئيس الوزراء صالح المطلك. وقالت ان المجتمعين اكدوا على ضرورة تنفيذ اتفاقية أربيل وتطبيق كل فقراتها ووضع خارطة طريق لمستقبل العملية السياسية في العراق بما يضمن سلامة شعبه وازدهار الديمقراطية وممارسة التداول السلمي للسلطة. وأشارت الى انه تم وفي نهاية الاجتماع تمت صياغة رسالة خطية الى الرئيس طالباني سيتم تسليمها من قبل وفد العراقية المشارك في اجتماع اليوم. ... واهتمام أميركي اضافة الى ذلك، فأن مسألة المؤتمر الوطني هي الان محل مباحثات يجريها في العراق نائب وزيرة الخارجية الاميركية وليام بيرنز الذي ناقش الامر في بغداد أمس مع الرؤساء طالباني والمالكي والنجيفي ويواصل مباحثاته اليوم مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في مدينة اربيل الشمالية حيث أكد ضرورة اختيار أطراف العملية السياسية طريق الحوار البناء وان تكون لديهم الإرادة اللازمة للوصول إلى تفاهمات مقبولة في إطار أنجاح المؤتمر الوطني وجعله مناسبة لرسم الخطوط العريضة لإدارة البلاد وترسيخ الشراكة الحقيقية والتوافق الوطني. يذكر ان الخلافات بين المالكي وشركائه في القائمة العراقية قد تصاعدت اثر إقامة دعوى ضد نائب رئيس الجمهورية القيادي في العراقية طارق الهاشمي بتهمة «قيادة فرق موت» وكذلك مطالبته بحجب الثقة عن نائبه القيادي في العراقية أيضا صالح المطلك اثر اتهامه للمالكي ب»الدكتاتورية» و»الانفراد» بالسلطة ما دعاهم لمقاطعة اجتماعات مجلسي الحكومة ومجلس النواب. كما أعطى المالكي لوزراء العراقية الثمانية المقاطعين لجلسات مجلس الوزراء اجازة مفتوحة بدلا من اقالتهم كما كان صرح في وقت سابق. لكن الهاشمي الذي لجأ إلى إقليم كردستان الشمالي ينفي بشدة التهم الموجهة إليه بدعم الإرهاب ويطالب بنقل محاكمته إلى كردستان الآمر الذي تعارضه بغداد. وسببت الاتهامات التي وصفت المالكي ب»ديكتاتور اسوأ من صدام» والتي أطلقها المطلك أزمة إضافية ودفعت المالكي إلى مطالبة مجلس النواب بسحب الثقة عنه.