أكد برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان العراق أول أمس الأحد حق أكراد العراق في تقرير مصيرهم, وذلك غداة مطالبة رئيس الإقليم مسعود بارزاني بذلك, الأمر الذي اعتبر سياسيون عراقيون أنه لا يصب في مصلحة العراق. وقال صالح للصحافيين أثناء مشاركته في المؤتمر العربي العاشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية الذي بدأ أعماله يوم الأحد في أربيل «اعتقد أن هناك إجماعا من النواحي القانونية والشرعية بان يكون للشعب الكردي حق تقرير المصير». وأضاف «حتى عندما رفعنا شعار الفدرالية ذكرنا وقتها أنها نوع من أنواع التعبير عن حق تقرير المصير». وتابع صالح وهو قيادي بارز في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني «نحن (الأكراد) لم نهمل في أي وقت من الأوقات حق تقرير المصير لشعبنا, وهذا حق طبيعي ودستوري وقانوني لشعب كردستان». وكان رئيس الإقليم مسعود بارزاني طالب السبت خلال مؤتمر للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه وفي حضور رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء المكلف نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي, بمنح الأكراد حق تقرير المصير. وقال بارزاني «ظلت المؤتمرات السابقة للحزب تؤكد أن الشعب الكردي يملك حق تقرير المصير. اليوم يرى الحزب أن المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح العاصي والسلمي لبلوغ الهدف تنسجم مع المرحلة المقبلة». ورأى صالح أن الدستور العراقي يكفل هذا الأمر, وقال «في ديباجة الدستور العراقي هناك إشارة إلى رغبات مكونات الشعب العراقي وان (كانت) وحدة العراق مرتبطة بالالتزام بالدستور العراقي». من جانبه, اعتبر جواد الحسناوي القيادي في التيار الصدري أن تصريحات بارزاني «لا تصب في مصلحة العراق ولا تؤدي إلا إلى تشنج الأوضاع». وقال الحسناوي لفرانس برس «عودنا مسعود بارزاني على مثل هذه التصريحات التي لا تصب في مصلحة العراق ولا تؤدي إلا إلى تشنج الأوضاع». وأضاف «أعتقد أن عراقا موحدا (...) هو أفضل بكثير من عراق مجزأ», مؤكدا أن «المرحلة الحالية لا تتحمل مثل هكذا تصريحات». وأوضح الحسناوي ان «كلمات القادة السياسيين التي أعقبت كلمة بارزاني كانت تدعو إلى الحوار وتسوية الأمور بالطرق التي تخدم العراق». بدورها, قالت النائبة عالية نصيف العضو في ائتلاف «العراقية» لفرانس برس «أعتقد أن حق تقرير المصير يكون للشعوب المحتلة, أما إقليم كردستان فانه يتمتع بوضع خاص وخصوصية في العراق». وأضافت «نعيب على كل السياسيين الذين كانوا في المؤتمر» عدم الرد على تصريحات بارزاني. وإذ كررت رفضها لمطلب بارزاني تساءلت «هل الفدرالية التي طالبوا (الأكراد) بها تطبق بتشكيل إقليم ثم المطالبة بالانفصال؟». من جانبه, قال خالد الأسدي القيادي في «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي «بكل تأكيد عملية تقرير المصير جزء من طموح كردي يتحدث الإخوة الأكراد بين فترة وأخرى (عنه), ولكن أعتقد أن الأكراد أكثر حكمة من أن يفرطوا بانجماعهم مع العراق». وأعرب عن عدم قلقه حيال تلك المطالبة قائلا «أنا غير قلق من التصريحات واعتبرها جزءا من خطاب إعلامي كردي اعتقد انه للاستهلاك الداخلي».