الأمم المتحدة تتوسط لحل الأزمة المتفاعلة بين الفرقاء العراقيين المفقودين تجري الأممالمتحدة محاولات لحل الأزمة السياسية التي يعيشها العراق على وقع تصاعد الخلافات بين الكتل الحاكمة وتكليف المالكي بدلاء عن وزراء العراقية الذين منحهم إجازات مفتوحة.. فيما بحث بارزاني مع علاوي ومبعوث المالكي الاعداد للمؤتمر الوطني المزمع عقده منتصف الشهر الحالي حول هذه الأزمة حيث أعلن الاكراد اليوم انهم لن يصوتوا لحجب الثقة من نائب رئيس الوزراء صالح المطلك. فقد بحث الرئيس العراقي جلال طالباني في مدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد) مع الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر آخر المستجدات على الساحة العراقية في ضوء التطورات الحالية وانعكاسها على العملية السياسية ومستقبل البلد. وقد أوضح طالباني ان المشاكل والقضايا المعقدة التي تتعرض لها العملية السياسية لا تحل إلا عبر الحوار الجدي وبناء الثقة بين القادة السياسيين والكتل السياسية. واشار بهذا الصدد إلى الجهود المبذولة والعمل الجاد لإنجاح عقد المؤتمر الوطني الشامل الذي تدعمه جميع الكتل السياسية وبما يساعد على إيجاد أرضية مناسبة للمناقشات الصريحة والصادقة والبناءة التي يراد منها الوصول إلى اتفاق شامل وحل جميع القضايا والمشاكل بشكل جذري وحاسم. كما أكد طالباني أهمية الالتزام بسيادة القانون وكلمته الفصل واحترام السلطة القضائية وترك القضايا القانونية لتأخذ مجراها الطبيعي في اشارة الى قضية الاتهامات بالارهاب الموجهة الى نائبه طارق الهاشمي.. وشدد على ان حل المشاكل يأتي من خلال الالتزام بالدستور والاتفاقات الموقعة بين الكتل السياسية. وحول دور الأممالمتحدة في هذه المرحلة اشار طالباني الى أهمية وضع نهج جديد للعمل في العراق وبما يمكن الأممالمتحدة من مساعدة العراقيين من خلال تقديم الدعم والمشورة للمؤسسات الدستورية والديمقراطية من اجل تعزيزها كما نقل عنه مكتبه الاعلامي. من جانبه، عبر الممثل الخاص للامين العام عن استعداد المنظمة الدولية للمساهمة في مساعدة العراقيين على اجتياز هذه المرحلة التاريخية وحل المشكلات بالشكل الذي يحفظ المصلحة العليا للعراق ويطور العمل المشترك بغية الوصول إلى الاتفاقات وإخراج العراق من الازمات التي يمر بها بشكل نهائي. ومن جهته بحث كوبلر في منتجع صلاح الدين (360 كم شمال بغداد) مع مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان المستجدات السياسية والأزمة الراهنة التي تعترض العملية السياسية في العراق والمشاكل القائمة بين ائتلافي دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والعراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي وكيفية احتواء هذه الأزمة. وعرض بارزاني وجهة نظره بالتفصيل بشأن الأوضاع الراهنة التي يشهدها العراق وأكد أن جلوس القوى السياسية إلى مائدة الحوار سيمكنها من الوصول الى معالجة هذه الأزمة التي اعترت العملية السياسية منذ فترة. ورأى انه من الضروري عقد مؤتمر وطني موسع يضم جميع الأطراف السياسية بهدف معالجة المشاكل المتعلقة بحكم وإدارة البلاد والاخرى العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم. وشدد بارزاني على ضرورة الاعتماد على الدستور الدائم للعراق لحل جميع المشاكل مشيراً في الوقت نفسه الى ان عقد مؤتمر وطني يتطلب اعداداً جيداً ليحقق النجاح من جميع الأوجه وتخليص العراق من الأزمة الحالية. ودعا الأممالمتحدة الى لعب دور فاعل كطرف محايد لانجاح المؤتمر. ومن جانبه، اعرب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة عن استعداد المنظمة الدولية لبذل جميع جهودها من أجل احتواء هذه الأزمة. وكان طالباني قد دعا قادة الكتل السياسية الى عقد مؤتمر وطني لحل الأزمة الحالية منتصف الشهر الحالي حيث ستجتمع هذا الاسبوع لجنة مصغرة تضم عضوين يمثلان كل كتلة نيابية لبحث جدول اعمال المؤتمر والموضوعات التي سيبحثها والدعوات التي ستوجه الى المشاركين فيه. وقد تفجرت الازمة السياسية العراقية الحالية بالتزامن مع اكتمال الانسحاب الاميركي من العراق في الثامن عشر من الشهر الماضي على خلفية الاتهامات الموجهة الى الهاشمي القيادي في العراقية بالتحريض على الارهاب واصدار امر بإلقاء القبض عليه وبعد طلب المالكي من مجلس النواب التصويت على سحب الثقة من نائبه القيادي في العراقية صالح المطلك اثر اتهامه لرئيس الوزراء بالدكتاتورية. بارزاني يبحث مع علاوي ومبعوث المالكي خلافات الكتل والاكراد لن يصوتوا لإقالة المطلك كما بحث بارزاني الاوضاع السياسية مع وفد يمثل رئيس الوزراء نوري المالكي يضم فالح الفياض مستشار الأمن الوطني وزير الأمن الوطني وكالة وحسن السنيد رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة الاسلامية بزعامة المالكي. وجرى خلال الاجتماع مناقشة آخر المستجدات السياسية في العراق وسبل ايجاد حلول مناسبة للأزمة الراهنة والمشاكل التي تعترض العملية السياسية. وقد اتفق الجانبان على ضرورة ايجاد حلول للمشاكل الموجودة وفي هذا الصدد أكد بارزاني ضرورة فصل المسائل القانونية والقضائية عن المسائل السياسية وأهمية مشاركة جميع المكونات العراقية في عملية ادارة البلاد. كما تم بحث الاعداد لعقد مؤتمر وطني موسع لجميع الأطراف السياسية. وفي هذه الاثناء، وصل الى مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان لإجراء مباحثات مع بارزاني، كل من زعيم القائمة العراقية اياد علاوي والقيادي فيها صالح المطلك. وبالترافق مع هذه المباحثات، فقد اعلن النائب عن كتلة التحالف الكردستاني فرهاد الاتروشي ان التحالف ليس مع اقالة المطلك «بأي شكل من الاشكال» لانه شغل منصبه بموجب اتفاقات وشراكة وطنية «وسيكون لنا الموقف نفسه مع أي شخص آخر». واضاف الاتروشي في تصريح صحافي ان كتلة التحالف الكردستاني ستمتنع عن التصويت على سحب الثقة عن المطلك اذا وصل طلب المالكي بذلك الى مجلس النواب «لان المطلك شغل المنصب بموجب اتفاق شراكة بين كل الأطراف». وكان المالكي طلب من مجلس النواب في الثامن عشر من الشهر الماضي سحب الثقة من نائبه لشؤون الخدمات صالح المطلك على خلفية اتهامه رئيس الوزراء بالديكتاتور والتفرد بالسلطة. وعلى الصعيد ذاته فقد أعلن النائب عن التحالف الكردستاني محمد خليل ان التحالف اقترح على رئاسة مجلس النواب تشكيل لجنة تعقد عدة اجتماعات لاقناع اعضاء القائمة العراقية بالعودة إلى جلسات مجلس النواب. واضاف خليل في تصريح خاص لمكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني ان رئاسة المجلس اخذت المقترح على محمل الجد مؤكدا وجود رغبة لدى اعضاء القائمة العراقية في الحضور الى جلسات مجلس النواب لحين عقد المؤتمر العام الذي دعا اليه الرئيس طالباني. وتأتي هذه الخلافات في وقت كلف المالكي اليوم وزراء بتولي حقائب الوزارات التي يتولاها وزراء القائمة العراقية السبعة الذين منحهم اجازات مفتوحة وذلك بسبب مقاطعتهم لاجتماعات الحكومة على مدى ثلاثة اسابيع متتالية. وبحسب هذا الاجراء سيتولى نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني وزارة الكهرباء بالوكالة بدلا من كريم عفتان وسيقوم وزير التعليم العالي علي الاديب بتولي وزارة التربية بدل محمد تميم ووزير التجارة حسن خير الله بابكر بتولي وزارة الصناعة والمعادن بدل احمد الكربولي ووزير التخطيط علي الشكري بتولي وزارة المالية بدلا من رافع العيساوي ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب صفاء الدين الصافي بتولي وزارة الدولة لشؤون المحافظات بدل طورهان المفتي. واستثنى المالكي من هذا القرار وزير الاتصالات محمد علاوي بسبب تمتعه بإجازة رسمية أصلا.