إصابة العديد من المعتصمين واعتقال ثلاثة أشخاص لا يزالون مجهولي المصير لازال مصير ثلاثة من أعضاء «شباب الثورة الصحراوية» مجهولي المصير بعد أن اعتقلهم ما يسمى «الدرك الصحراوي» مدعومين بقوات الجيش الجزائري، قبل أيام قليلة، أثناء تدخل عنيف لتفكيك مخيم أقيم أمام مقر القيادة العامة لجبهة البوليساريو بمخيم الرابوني للمطالبة برحيل زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز. فبعد أسبوعين من إقامة المخيم، كامتداد للاحتجاج الذي قام به ما بات يعرف في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، أمام مقر انعقاد المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو، وقطع الطريق المؤدية إلى مقر القيادة العامة للبوليساريو بما يسمى «مخيم الشهيد الحافظ» بالقرب من الرابوني، شن حوالي 50 دركيا تابعا للبوليساريو مدعومين بقوات الجيش الجزائري هجوما عنيفا على المتواجدين بالمخيم لإخلاء المكان بذريعة أن الجزائريين سيقومون ببناء منشآت بمكان المخيم. وأمام إصرار المعتصمين بالبقاء في مكانهم، أو توفير مكان بديل لإقامة مخيمهم الذين يطالبون من خلاله الزعيم الخالد لجبهة البوليساريو بالرحيل، داهمت فرقة الدرك، بتوجيهات من المدعو والي الشهيد الحافظ، الذي عين في منصبه قبل بضعة أيام، مقر الاعتصام، وقامت بتقييد الشباب المعتصمين، وتفكيك خيامهم المنصوبة، وحجز أمتعتهم وحواسيبهم وإغلاق هواتفهم المحمولة. وأسفر الهجوم عن إصابة العديد من الشباب بجروح ورضوض متفاوتة، فضلا عن اعتقال ثلاثة أشخاص، يتعلق الأمر بكل من سيدي علال الديه، الناجم المحجوب، وأحمد سالم الوالي، وتم اقتيادهم إلى وجهة غير معلومة، ولا يزال مصيرهم مجهولا. كما يجهل ما إذا كانوا سيقدمون إلى المحاكمة، أمام غياب أي معلومات عنهم أو توجيه أي تهمة لهم. وأكد بيان من منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف «فورساتن» حادثة الهجوم العنيف واعتقال الشبان الثلاثة. وأضاف البيان أن ما يسمى ب»قوات الدرك التابعة للبوليساريو» تدخلت بشكل وحشي وعنيف ضد مخيم «شباب الثورة الصحراوي» المشيد أمام الكتابة العامة لرئاسة البوليساريو، وأسفر التدخل الهمجي عن إصابة العديد من المعتصمين، واعتقال ثلاثة منهم واقتيادهم إلى وجهة غير معلومة. وأبرز بيان المنتدى أن أزيد من 50 من ما يسمى قوات الدرك الصحراوي، كانوا على متن سيارتين للدرك، وسيارة للشرطة المدنية، إضافة إلى شاحنة عسكرية داهمت مخيم شباب الثورة الصحراوي، دون سابق إنذار، ونكلت بهم وهدمت خيامهم وصادرت هواتفهم وأمتعتهم وحواسيبهم ومعدات تصوير. وفور تناقل الخبر هب إلى مكان الاعتصام حشود من الصحراويين وعائلات المعتصمين والمخطوفين، الذين هالهم وأرعبهم التدخل العنيف، وترويع المعتصمين وهم نيام. وحمل أهالي المعتصمين مسؤولية التدخل الهمجي، وما ترتب عنه من أضرار مادية ونفسية، لقيادة البوليساريو التي لا يمكن اتخاذ قرار من هذا القبيل دون موافقة منها. وأفاد البلاغ أن المنتدى توصل عبر مصادر خاصة عزم فعاليات قبلية وازنة التحرك للإحاطة بتطورات الحدث، ولا تستبعد أن تعمد هذه الفعاليات المدعومة بعائلات المعتصمين إلى خيارات تصعيدية في حال ما لم تتحمل قيادة البوليساريو مسؤوليتها الكاملة عن الحادث، والكشف عن المتورطين الحقيقيين في التدخل العنيف والمفرط في حق شباب عزل وهم نيام، فضلا عن الكشف عن مصير المختطفين منهم، وتمتيعهم بالحرية الكاملة. وناشد منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف المنتظم الدولي وكل الهيئات والجمعيات الإنسانية والحقوقية الدولية، من أجل التدخل العاجل لنصرة الشباب، والكشف عن مصير المختطفين الثلاثة، ودعم حق شباب الثورة الصحراوي في التظاهر السلمي من أجل «محاربة الفساد المستشري في المخيمات والدفاع عن الإصلاحات التي يؤمن بها»، ومن جملتها رحيل ما أسماه «القيادة الطاغية» التي لم تقدم شيئا للصحراويين حتى الآن. وطالب المنتدى بمساءلة المسؤولين عن ما أسماه «الجرم الفظيع»، ومحاسبتهم بما يليق وانتظارت ساكنة المخيمات وعائلات الضحايا.