علمت «المساء» أن قوات الدرك التابعة لجبهة البوليساريو أقدمت، أول أمس الثلاثاء في حدود الساعة الثالثة صباحا، على تدخل عنيف لفك اعتصام شباب مناهضين لقيادة البوليساريو، أقاموا مخيما أمام الكتابة العامة لرئاسة البوليساريو منذ أزيد من شهر. وأسفر هذا التدخل، حسب مصادر من «منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف»، عن إصابة العديد من المعتصمين وذكرت المصادر ذاتها أن عناصر درك البوليساريو اقتادت ثلاثة شبان من المعتصمين إلى وجهة غير معلومة، ويتعلق الأمر ب«سيدي علال الديه، والناجم المحجوب، وأحمد سالم الوالي». وقد تدخلت قوات من الدرك التابعة للبوليساريو، ضمت أزيد من 50 فردا، في حق الشباب العزل دون سابق إنذار، وباشرت عملية هدم الخيام وصادرت هواتفهم وأمتعتهم وحواسيبهم ومعدات تصوير. وقد جاء التدخل مباشرة بعد زيارة يقوم بها محمد عبد العزيز، زعيم جبهة البوليساريو، إلى جنوب إفريقيا. وأشارت المصادر نفسها إلى أن هذه العملية باشر تنفيذها والي منطقة الرابوني المدعو «سلمة مناك»، بإشراف مباشر من قائد الناحية العسكرية السادسة، واستخدمت فيها ثلاث سيارات، منها سيارة للشرطة، إضافة إلى شاحنة عسكرية. وركزت قوات الدرك أثناء تدخلها على محو معالم المعتصم، الذي كان يضم الشباب، ومحو شعار «ارحل»، الذي كتبه شباب الثورة على لافتة كبيرة وعلى الطريق المؤدية إلى الكتابة العامة، وهو الشعار الذي علق قائد الدرك بأنه النقطة التي أفاضت الكأس، وعجلت بإعطاء الضوء الأخضر لتفكيك المخيم. وناشد «منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف» المنتظم الدولي وكافة الهيئات والجمعيات الإنسانية والحقوقية الوطنية والدولية بضرورة التدخل العاجل لنصرة هؤلاء الشباب المقهورين، والكشف عن مصير المختطفين الثلاثة، وتمتيع الشباب الصحراوي من حقه في التظاهر السلمي لأجل محاربة الفساد المستشري في المخيمات ودفاعه عن الإصلاحات، التي يؤمن بها، ومن ضمنها رحيل القيادة الحالية للبوليساريو، التي لم تقدم شيئا للصحراويين حتى الآن.