هاجم شباب صحراويون، ليلة أول أمس الأربعاء، مركزا أمنيا للبوليساريو قرب الرابوني، حيث مقر قيادة الجبهة، وتمكنوا من إطلاق سراح ثلاثة من رفاقهم، كانت ميليشيات البوليساريو اعتقلتهم الاثنين الماضي، في مداهمة لفك اعتصام للشباب الصحراويين. جانب من مخيمات تندوف (خاص) وقال ناشط صحراوي من أنصار تيار الحكم الذاتي، في اتصال مع "المغربية"، إن "الشباب لم يمتلكوا أعصابهم بعد اعتقال رفاقهم، وبعد فشل وساطة بعض الشيوخ لدى قياديي البوليساريو من أجل إطلاق سراح المعتقلين، وأضاف أن عملية فك أسر الشباب جرت بمساعدة أحد عناصر الميليشيات، ينتمي إلى قبيلة أحد المعتقلين". وكان بلاغ لمنتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف، أكد أن الميلشيات التابعة للبوليساريو نفذت تدخلا وحشيا فجر الاثنين الماضي، في مخيم شباب الثورة الصحراوي، الذي أقامه الثوار قبالة الكتابة العامة لرئاسة البوليساريو، منذ أزيد من شهر، وأسفر التدخل الهمجي ضد شباب الثورة عن إصابة العديد من المعتصمين، فضلا عن اعتقال آخرين، هم سيدي علال الديه، والناجم المحجوب، وأحمد سالم الوالي. وحسب المصدر نفسه، هاجمت ميليشيات البوليساريو، المشكلة من أزيد من 50 فردا، مخيم الشباب العزل، دون سابق إنذار، وضربتهم بالهراوات، كما فككت الخيام، التي كانوا يقيمون فيها، وصادرت هواتفهم وأمتعتهم وحواسيبهم ومعدات تصوير. وكان المئات من الصحراويين وعائلات المخطوفين احتشدوا، طيلة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، حول موقع الاعتصام، واستنكروا هجوم ميليشيات البوليساريو على الشباب ليلا، بينما كانوا نائمين، كما استنكروا فك الاعتصام بالعنف، بقرار من محمد عبد العزيز، في الوقت، الذي كان خارج المخيمات، محيلا تنفيذ قراره على والي منطقة الرابوني، المدعو سلمة مناك. واستعملت الميليشيات أسلحة وهراوات وقنابل حارقة وشاحنة وثلاث عربات عسكرية، لنسف المخيم وإجلاء الشباب المعتصمين، الذين يطالبون بتنحي عبد العزيز وقيادته، ومحاسبة المسؤولين عن الاختلاسات وسنوات القمع. ويتوقع، حسب مصادر من عين المكان، أن يلجأ الناشطون الصحراويون المناهضون لقيادة البوليساريو إلى التصعيد، خلال الأيام المقبلة، في حال استمرار اعتقال رفاقهم الآخرين، وعدم ملاحقة العناصر، التي ارتكبت جرائم في حق المعتصمين باستعمال العنف. من جهتها، استنكرت جمعيات صحراوية أعمال العنف المرتكبة من ميليشيات البوليساريو خلال فك اعتصام مخيم الشباب، داعية المنتظم الدولي، بكل هيئاته الحقوقية والإنسانية، إلى التدخل العاجل لحماية سكان المخيمات من بطش البوليساريو، وضمان حرية التعبير وحق التظاهر والتنقل وهي أدنى الحقوق، التي يطالب بها الصحراويون في مخيمات تندوف في ظل الوضع المأساوي، الذي يعيشونه.