يخوض صحراويون، من قبيلة الرقيبات العيايشة، اعتصاما مفتوحا أمام مقر إقامة محمد عبد العزيز زعيم بوليساريو، بالرابوني "نواحي تندوف"، وهو مقر يطلق عليه اسم "الكتابة العامة" للجبهة. وأشارت جريدة "الصحراء المغربية" إلى أن الصحراويين أعلنوا قرارهم على خوض إضراب عن الطعام، احتجاجا على الظلم، الذي يمارس عليهم، منذ انتفاضة ماي 2006، التي قادها شباب من القبيلة، طالبوا، حينها بالتخلي عن فكرة الانفصال، والالتحاق بعائلاتهم في المدن الصحراوية بالمغرب، وهو الأمر الذي واجهته جبهة بوليساريو بالقمع، والاعتقال، والحصار. وتأكيدا لمطالب المعتصمين، قال عبدي ولد سلامة ولد النفاع أحد شيوخ قبيلة العيايشة، بالعيون، في تصريح للقناة الجهوية بالمدينة: "إن المحتجين يطالبون بإعادة توطينهم في بلد آخر، وبمحاكمة الجلادين، الذين تسببوا في أحداث انتفاضة العيايشة، والقصاص منهم بالطريقة المعمول بها في الأعراف القبلية الصحراوية". وأضاف ولد النفاع أن الاعتصام يأتي، أيضا، للمطالبة، بتلبية حقوق مشروعة، خاصة الاستفادة، ولو بجزء قليل، من المساعدات الدولية الممنوحة لهم، لأن المحتجين محتجزون، ولا يستطيعون مغادرة تلك المخيمات. وأشار ولد النفاع إلى أن بعض القبائل تدخلت، آنذاك، من أجل وضع حد لهذا المشكل، لكن قيادة "بوليساريو: غضت الطرف، واستمرت في انتهاكها حقوق المحتجزين، وإهانتهم، وتهميشهم. ودعا ولد سلامة المنظمات الدولية الحقوقية، التي تدعي أن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية المغربية، إلى زيارة مخيمات تندوف، للوقوف على حقيقة الوضع، وما يتعرض له الصحراويون من انتهاكات وتهميش وإقصاء. وتشير مصادر صحراوية إلى أن المحتجين يطالبون برفع الحصار المفروض عليهم، وتمكينهم من الحقوق، التي تضمنها لهم الاتفاقيات الدولية الخاصة باللاجئين، ومحاسبة عناصر البوليساريو، التي مارست في حقهم التعذيب خلال "انتفاضة العيايشة". ويصر الصحراويون المعتصمون أنهم، في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم، سيدخلون في إضراب مفتوح عن الطعام لإجبار المنظمات الدولية الحقوقية، والأمم المتحدة، وبعثة "المينورسو"، وهيئة غوث اللاجئين، التي يجري هذا الاعتصام قرب موقعها الرسمي، بالتدخل لإيجاد حل لهذه الأوضاع.