تحت شعار «الشراكات الإستراتيجية، رهان مدرسة النجاح»، نظمت نيابة وزارة التربية الوطنية بتارودانت لقاء تواصليا حول الشراكات يوم الاثنين 26 دجنبر 2011 بقاعة اجتماعات العمالة، شارك في أشغاله رؤساء الجماعات المحلية وممثلو المصالح الخارجية، جمعيات آباء وأولياء التلاميذ وجمعيات المجتمع المدني بالإقليم. بعد افتتاح الجلسة من طرف العامل تقدم النائب الإقليمي للوزارة بعرضه حول موضوع: «الشراكة، الأسس، المنطلقات والتجارب الناجحة». دعا من خلاله إلى التعبئة الشاملة للانخراط بفعالية في إصلاح المنظومة التربوية بنهج إستراتيجية الشراكة، لكونها إطارا للتفاهم المتبادل بين طرفين أو أكثر لتحقيق أهداف مشتركة بناء على مبادئ التطوع، التبادل والتعاقد. ثم ذكر بالسياق العام للشراكة في المجال التربوي كمنهجية تدعمها الدولة، وتلتف حولها باقي المكونات المجتمعية والمؤسساتية، وبالبرنامج الاستعجالي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في انتظار تنزيل الجهوية الموسعة. وبعد تحديده للغاية المنشودة من الشراكات، ذكر بنتائجها المحققة بإقليم تارودانت على مستوى انخفاض نسبة الهدر المدرسي، تطور نسبتي النجاح والتوجيه نحو التعليم العلمي والتقني وتشجيع تمدرس الفتاة. ثم ابرز أهمية التعبئة الشاملة في تفعيل آليات الشراكات مستقبلا والتي أثمرت في الموسم الدراسي الحالي ما مجموعه 109 اتفاقية مسطرا على الأهداف المأمول تحقيقها في مجالات التعليم الأولي، توسيع العرض التربوي الإلزامي، تأهيل المؤسسات، الدعم الاجتماعي، إنصاف ذوي الاحتياجات الخاصة، الارتقاء بالرياضة المدرسية، حسن تدبير الموارد البشرية، وتأمين السلامة والأمن الإنساني بالمدرسة العمومية. وفي إطار رده على مختلف التدخلات، رصد بعض الحلول لمشاكل طرحت سابقا في شراكات بين النيابة وبعض الشركاء والفاعلين التربويين، داعيا للرفع من وتيرة العمل التشاركي من اجل الارتقاء بمكانة التعليم وإصلاح المنظومة التربوية. لكن ما لاحظناه في هذا اللقاء الذي دامت أشغاله حوالي أربعة ساعات، كون قضية التربية والتكوين التي بوَّأتها الدولة والحكومة المرتبة الثانية بعد الوحدة الترابية والتي انتظرنا أن توليها عمالة الإقليم نفس الأهمية من خلال احتضانها لهذا اللقاء، أن العامل لم يواصل أشغال اللقاء، حيث انسحب مباشرة بعد إدلائه بكلمة الافتتاح تاركا تسيير الجلسة للكاتب العام إضافة إلى عدم دعوة كل رؤساء الجماعات التسع والثمانين بالإقليم وجمعيات المجتمع المدني والمسؤولين الفعليين للمصالح الخارجية على غرار ما جرت به عادة العمالة في المناسبات المختلفة. وعلى هامش اللقاء صرح النائب الإقليمي الجديد بالنيابة لبيان اليوم «بان اللقاء جاء من اجل التواصل وعقد شراكات حقيقية وفعلية مع رؤساء الجماعات المحلية ومكونات المجتمع المدني إيمانا أن أي شراكة إستراتيجية لن تستقيم إلا بتضافر جهود مختلف المتدخلين مؤكدا أن الاجتماع كان ايجابيا بحضور متدخلين ودعوة اخرين ستعقد معهم شراكات مستقبلا لصالح المؤسسات التعليمية سواء تم الاتفاق على عقدها بالإدارة أو ستخصص لها زيارات ميدانية.