وصف متتبعون للشأن المغاربي، التصريحات الأخيرة لمراد مدلسي وزير الخارجية الجزائري، ب «المشجعة» و»الدالة»على بداية انفراج في العلاقة المغربية الجزائرية وإعادة بعث الروح في اتحاد المغرب العربي الذي ظل مشلولا منذ حوالي عقدين من الزمن. وكان مراد مدلسي، قد اعتبر في تصريح صحفي للقناة الإذاعية الجزائرية الثالثة تناقلته وكالات أنباء عالمية، أن بلده لم تعتبر قط قرار غلق الحدود مع المغرب نهائيا، وقال في هذا الصدد «إن غلق الحدود مع المغرب قد تم اتخاذه بقرار لم يعتبر بعد نهائيا لحدود الآن». وهو ما اعتبره متتبعون مؤشرا إيجابيا على بداية انفراج في العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل السياق الإقليمي الذي تعرفه منطقة شمال إفريقيا بصفة خاصة، وحوض المتوسط بصفة عامة، سواء تعلق الأمر بتداعيات الربيع العربي أو بالأزمة الاقتصادية التي تعصف بدول الضفة الشمالية من المتوسط. كما أن تصريحات رئيس الدبلوماسية الجزائرية، جاءت متزامنة مع تصريحات الرئيس التونسي المنتخب منصف المرزوقي بعيد وصوله إلى العاصمة الليبية طرابلس، التي دعا من خلالها إلى إعادة ضخ الحياة من جديد في المغرب العربي، ووضع آليات جديدة من أجل بناء الوطن المغاربي الكبير. وقال الرئيس التونسي في السياق ذاته «نحن نعتبر أن المغرب العربي هو مشروع يجب الآن أن يعود إلى الحياة». وفي سياق متصل، أورد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، في حديثه للإذاعة الجزائرية، أن هناك تقاربا بين تونس والمغرب يجري منذ شهور يصب في اتجاه التطبيع بين المغرب والجزائر. وما يؤشر على أن هناك تغييرا إيجابيا في اللغة الدبلوماسية الجزائرية،اعتبار مراد مدلسي زيارة الرئيس التونسي لليبيا وتشكيل الحكومة الجديدة في المغرب «مؤشرات إيجابية على التطبيع مع المغرب» معلنا عن قرب عقد اجتماع لوزراء خارجية المغرب العربي بالرباط وذلك قبل متم نهاية فبراير المقبل، مشيرا إلى أن دول المنطقة مطالبة بالعمل سويا من أجل التوصل إلى انسجام بين سياساتها الاقتصادية والاجتماعية. وشدد مدلسي على ضرورة إعادة تنظيم الاتحاد المغاربي، وإعادة النظر في العلاقات بين بلدان الاتحاد، وإدخال تعديلات على العلاقة بين المؤسسات واستحداث آليات جديدة، قبل نهاية عام 2012.