"الشرق الأوسط" الجزائر: بوعلام غمراسة قال وزير خارجية الجزائر، مراد مدلسي، إن قرار غلق الحدود مع المغرب «لم نعتبره قط نهائيا». ووصف زيارة الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي إلى ليبيا، وترقب تشكيل حكومة جديدة في المغرب (أعلن عنها أمس)، بأنها «مؤشرات إيجابية على التطبيع مع المغرب». وأعلن مدلسي عن عقد اجتماع لوزراء خارجية المغرب العربي بالرباط، قبل نهاية الشهر المقبل. وذكر مدلسي أمس للإذاعة الحكومية، أن تقاربا بين تونس والمغرب يجري منذ شهور «يصب في اتجاه التطبيع بين المغرب والجزائر»، وهو ما ترك انطباعا قويا بأن الجزائر تراجعت عن تشددها بخصوص شروط وضعتها في وقت سابق، مقابل التعاطي إيجابيا مع طلب الرباط إعادة فتح الحدود المغلقة منذ قرابة 18 سنة. فلأول مرة يصرح مسؤول جزائري، بأن بلده «لم يعتبر قط أن قرار غلق الحدود نهائي». يشار إلى أن العلاقة بين أكبر بلدين جارين، تدهورت في أغسطس (آب) 1994 عندما اتهم المغرب جارته الشرقية بالضلوع في عملية إرهابية استهدفت سياحا أوروبيين بمراكش. وفرضت الرباط إثرها التأشيرة على الجزائريين، وردت الجزائر بالمثل وزادت عليه بغلق الحدود. ومن تداعيات هذا التوتر، توقف كل أنشطة «اتحاد المغرب العربي». وعاد مدلسي إلى التهم التي وجهت للجزائر، بخصوص «انحيازها» للأنظمة التي ثارت ضدها شعوبها خاصة ليبيا وتونس. وقال بهذا الخصوص: «لقد تعاملنا باحترام مع التطورات التي جرت حولنا، وحرصنا على عدم الخوض في قضايا تخص سيادة البلدان». وعلى عكس ما يقال بأن الجزائر «بقيت على هامش الربيع العربي»، ذكر مدلسي: «موقفنا لم يضعنا على الهامش قط، فالجزائر عبرت عن احترامها للإخوة الذين نتقاسم معهم الدين والعيش في الفضاء المغاربي. ولا يوجد بلد عربي واحد اتخذ موقفا يمكن اعتباره أكثر تقدما من موقفنا، ولكن يبدو لي أن الكثير يعتبر أن الجزائر، البلد الذي ينبغي أن ينطلق الأول في الموقف ويطلب منها دائما اتخاذ المواقف الصعبة، ويمكنني القول إننا مشينا في طريق الحكمة». وحول الوضع في سوريا، قال مدلسي: «لم نتفق في الجامعة العربية حول تقديرنا لتطور الوضع في سوريا، ومصادر المعلومات كانت متضاربة. ولكن حاليا بإمكاننا تقييم الوضع على حقيقته بفضل بعثة الملاحظين الموجودين هناك». وتحدث مدلسي عن «تقدم نسبي فيما يخص التجاوب مع دعوة وقف إطلاق النار، إننا نسعى إلى وقف إطلاق النار مهما كان مصدره حتى نسمح للجامعة بأن تمد يدها للسوريين ليتوجهوا سويا إلى وضع مستقر»، مشيرا إلى أن الحكومة السورية «تبذل جهودا لوقف إطلاق النار، ونتمنى أن تتكثف هذه الجهود». وأضاف: «يوجد جزء من الجيش النظامي السوري انشق عن صفوفه، وقد صرح بأنه سيتوقف عن إطلاق النار بمجرد وصول وفد المراقبين، ولكن هناك أطراف غير واضحة وغير محددة تذكي العنف». وتناولت المقابلة مع مدلسي، فوز التيار الإسلامي بالانتخابات في تونس ومصر والمغرب وما يثيره ذلك من مخاوف لدى قطاع من النخبة في الجزائر، في سياق توقع اكتساح الإسلاميين انتخابات البرلمان المرتقبة في أبريل (نيسان) المقبل، إذ قال: «ينبغي أن نحافظ على هدوئنا، فالأمر ليس جديدا في بلادنا لأن الإسلام السياسي معطى نعرفه جيدا، والجزائر فيها نظام سياسي مفتوح ولكن يمنع استعمال الدين كسجل تجاري ولأغراض انتخابية. وفي نفس الوقت هو لا يقصي أحزابا ذات لون قريب من الإسلام السياسي، بدليل أنه يوجد حزب إسلامي في الحكومة منذ 12 سنة (يقصد حركة مجتمع السلم التي تشارك في الحكومة منذ 17 سنة)، ولا أرى سببا أن يستعمل حزب سياسي الإسلام لأهداف انتخابية، فالحزب هو برنامج قبل كل شيء يقترح حلولا لمشكلات المواطنين».