ما هي حدود مسؤولية الكوديم؟ وهل كانت هناك رغبة مسبقة لتوقيف المباراة؟ فرضت اللجنة التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على النادي المكناسي إجراء خمس مباريات بدون جمهور واحدة بالملعب الشرفي بمكناس ضد الفتح الرباطي، والتي دارت مساء السبت الأخير وآلت نتيجتها للنادي المكناسي بهدف دون رد، وأربع مباريات أخريات بملعب محايد ضد كل من شباب الحسيمة وحسنية أكادير والرجاء البيضاوي وأولمبيك أسفي، التي ينتظر أن تجرى على أرضية الملعب البلدي لخنيفرة على اعتبار أن قرار اللجنة التأديبية اقتضى أن تجرى هذه اللقاءات بدون جمهور في ملعب يبعد على مكناس ب100كلم. وأتت هذه العقوبات بناء على أحداث الشغب التي جرت في مبارتي النادي المكناسي والوداد البيضاوي، وكذا الأحداث التي رافقت مباراة النادي المكناسي والمغرب الفاسي لصالح الدورة 13 من البطولة «الاحترافية»؛ والتي توقفت، بسبب أحداث لا رياضية، اضطرت الحكم، بوشعيب الأحرش، الإعلان عن توقيفها في الدقيقة 52 من الشوط الثاني، حيث كان النادي المكناسي متفوقا بهدف للاشيء، سجله محمد كامارا في الدقيقة 47، بعد رشق اللاعبين بالحجارة من طرف بعض الجماهير، ما أسفر عن إصابة لاعب فريق المغرب الفاسي عبد المولى برابح في رأسه. وبعيدا عن المناورات، وفبركة الأحداث والتصريحات، يمكن التأكيد على شيء أساس خلال ما جرى خلال يوم الثلاثاء 27 دجنبر الأخير ويجري الآن من مناورات للتحايل على القانون وسرقة حق. وعلى أي، فإن الأحداث يمكن تقسيمها إلى شقين: شق متعلق بما دار قبل المواجهة والتي بدورها يمكن أن تقسم إلى زمن سابق لوقت المباراة، وتحديدا المواجهة التي تمت على أرضية المركب الرياضي بمدينة الرباط برسم نهائي كأس العرش، والتي فاز بها فريق المغرب الفاسي بهدف دون رد، إذ عرف هذا اللقاء مواجهات كان رأس فتنتها بعض المحسوبين على الفريق الفاسي، ويكفي العودة إلى التعليقات التي واكبت هذا النهائي للتأكد من ذلك. أما فيما يتعلق بالقسم الثاني بتوالي الأحداث التي رافقت المباراة، يؤكد أن هناك ترتيب يطرح أكثر من علامات استفهام؟؟؟ فقد عاشته العاصمة الإسماعيلية طيلة صبيحة يوم الثلاثاء المشؤوم، وإلى حدود دقائق قليلة من بداية اللقاء، أجواء غير عادية، ويكفي هنا الاستشهاد بما شهدته الطرقات الفاصلة ما بين محطة القطار بمكناس والملعب الشرفي، من تخريب طال الممتلكات الخاصة من طرف بعض المحسوبين على الجمهور الفاسي، الذين حلوا على متن القطار إلى مكناس. إضافة إلى الفوضى التي أحدثتها هذه الجماهير بحديقة مستشفى مولاي إسماعيل بمكناس، والتي تقع بالقرب من الملعب الشرفي، حيث احتل هذا الفضاء العمومي من الساعة الحادية عشر صباحا وإلى غاية الخامسة مساء؛ لتتدخل القوات العمومية وبهدوء لإخلائه. أما الشق المتعلق بما دار في اللقاء؛ فاستهامات عديدة تطرح وتنتظر الإجابات، علما أن تصريحات الحكم لحرش، تؤكد ضبابية قرارات اللجنة التأديبية ووقائع أحداث هذا اللقاء، حيث أكد الحكم أن الرشق تم من طرف الجمهور، ًويصعب علي تحديد من الطرفين كان المتسببً. فمن بدأ بقذف الشهب الاصطناعية والقارورات المملوءة بالقاذورات في اتجاه الجمهور المكناسي ولاعبي النادي المكناسي أثناء قيامها بعمليات الإحماء قبل بداية اللقاء، فهل الجماهير المكناسية؟ ومن استفز الجمهور بحركة لا رياضية وغير أخلاقية؟! وهل إصابة المدرب الطاوسي كانت بليمونة أو بزجاجة، وهل في الطن أو الرجل أو أسفل البطن؟ فلقطات قناة الرياضية و الصور التي ظهرت على صفحات الانترنيت تصيب الإنسان بالدوار، ويكفي هنا الاستناد إلى تصريح الحكم لحرش الذي قال: ٌوأعطانا مسؤولو الأمن الضمانات أنهم سيقومون بالتدخلات اللازمة لحماية جميع المتداخلين حينها كان رشيد الطوسي مدرب المغرب الفاسي قد تعرض لإصابة على مستوى رجله حيث طلب منا الحماية؟!. ولماذا تواثرت الأحداث مباشرة بعد تسجيل الهدف؟!. وألا يمكن ربط تلك الأحداث بما يجري بالمطبخ الفاسي؟ هزيمة أمام شباب المسيرة وأمام المغرب التطواني.. شيكات بدون رصيد سلمت للاعبي الماص عشية لقاء الكوديم؟!. علما أن الفريق قام بعد نهاية اللقاء الذي لم يتم، بأحد مطاعم مكناس مأدبة عشاء فاخرة، تبادل خلال الفريق التهاني والهدايا!!!. هذه أسئلة وأخرى من قبيل من سمح للطاوسي ومساعده الأشهبي بولوج أرضية البساط الأخضر، بعد إصابة اللاعب برابح، قبل طبيب الفريق وممرض الفريق؟!. ومن غادر أولا الملعب وبدون إذن من الحكم، ولنا دائما في لقطات الرياضية وتعليقها، ما يؤكد سريالية أحداث الملعب الشرفي، والإخراج السينمائي المحكم لشريط ..أحداثها وهمية والشيء الحقيقي الذي يمكن الفصل فيه، وهو هدف سبق النادي المكناسي بواسطة اللاعب كامارا في حدود الدقيقة 47 ..والإصابة البليغة في الرأس للاعب عبد المولى برابح.. وتوقف اللقاء من طرف الحكم الحرش اعتمادا على المادة 5 من القانون، الذي يشير إلىً أن الحكم يوقف اللقاء للحفاظ على سلامتهم وسلامة اللاعبين والمدربين ً نتيجة الرشق والاجتياح وغياب الأمن، حيث يأمر لاعبي الفريقين بالتجمع بوسط الميدان وإطلاق صفارة النهاية والحالة هذه ولم تتوفر هذه العناصر. فالجمهور لم يجتح أرضية الملعب، كما كان الأمر في لقاء الحسيمة والوداد في أولى دورات دوري المحترفين..حيث تم توقيف اللقاء واستئنافه بعد ذلك بدون جمهور آنذاك، كما أمن الأمن كان متوفرا بعدد وافر بالملعب ما يناهز 4000 عنصر من الأمن والقوات العمومية المختلفة.. ناهيك على أن النهاية لم تكن على النحو الذي تشير إليه المادة 5؛ على اعتبار أن الفريق الفاسي غادر أرضية الملعب دون إذن الحكم الذي تدارك الموقف بعد ذلك وأمر عميد النادي المكناسي بأن يغادر أرضية الملعب رفقة باقي العناصر والحكام؟!. دون أن نغفل في هذا الباب الهفوات التنظيمية الأخرى المتعلقة بتسرب أوراق الولوج واستنساخها، علما أنها طبعت بالدار البيضاء صبيحة اللقاء؟!. دون أن نغفل عدم جلوس احتياط الفريق المكناسي أمام جمهوره وترك دكة احتياط الفريق الضيف أمام جماهيره. عموما هناك خلل.. وهناك فاعل.. وهناك مشهد سريالي عصي على الوصف، في لقاء اشتدت أعصاب كل من تابعه أو شاهده، وعلى أي من رأى كمن سمع!.