... تصرف غير مقبول بتاتا ذلك الذي أقدمت عليه بعض الجماهير المحسوبة على النادي المكناسي خلال المباراة التي جمعت هذا الأخير مساء أو أمس الثلاثاء بالملعب الشرفي بمكناس بجاره المغرب الفاسي، برسم الدورة 13 من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم. ففي الوقت الذي تقدم فيه الكوديم على الماص بهدف وقعه المهاجم محمد كامارا في الدقيقة 47، اشتعلت المدرجات بالشهب النارية الاصطناعية رافقها رمي للحجارة والقارورات المائية والزجاجات الكحولية من طرف بعض المحسوبين على الفريق المكناسي، أصابت إحداها مدرب المغرب الفاسي رشيد الطاوسي الذي نقل إلى خارج الملعب لتلقي الإسعافات فتوقفت المقابلة لمدة حوالي 8 دقائق قبل أن يعود المدرب الطاوسي لدكة الاحتياط ويتدخل الأمن لإعادة الهدوء واستئناف اللقاء. لكن بعض المشاغبين من الجمهور آثروا إلا أن يفسدوا السهرة الكروية فرشقوا اللاعب عبد المولى بنرابح بحجارة أصابته في رأسه إصابة بالغة نزف على إثرها دما ليقرر الحكم بوشعيب الأحرش إيقاف المقابلة في الدقيقة 57 . وصرح الحكم بوشعيب لحرش بأنه اضطر لإيقاف المباراة من أجل سلامة اللاعبين بعد أن شعر بأنهم أصبحوا تحت تهديد الحجارة التي ألقى بها المشجعون، وقال: »خلال الشوط الأول من المباراة ألقى المشجعون بالحجارة داخل الملعب، وقد نبهت المنظمين بانفلاتات بعض الجماهير وطمأنوني على أنهم سيقومون بإجراءات أمنية.. وخلال الشوط الثاني ألقى مشجع بحجارة أصابت رأس لاعب من المغرب الفاسي ، وهو ما دفعني إلى الإعلان عن توقيف المباراة من أجل سلامة اللاعبين، وبالتالي سأرفع تقريرا بالحالة إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للنظر فيه..«. ويحمل متتبعون أمن مدينة مكناس مسؤولية ما وقع حيث لم يقم بواجبه بمراقبة وتفتيش الجمهور أثناء ولوجه الملعب، إذ كيف يعقل أن يدخل بعض المشجعين حاملين للحجارة بل أكثر من ذلك لقنينات الخمر، علما أن المباراة السابقة للكوديم أمام الوداد شهدت نفس الأحداث ولم يتخذ الأمن الإجراءات الوقائية الضرورية. وأبدى مدربا النادي المكناسي والمغرب الفاسي أسفهما لهذه الأحداث التي لا تخدم مصلحة كرة القدم الوطنية، متسائلين ما ذنب الأندية في أفعال طائشة يقوم بها بعض المحسوبين على الجمهور. وكان مدرب الكوديم أكثر غضبا وتذمرا من هذه التصرفات الخارجة عن الروح الرياضية والتي قد تؤدي إلى خسران فريقه لثلاث نقاط المباراة، ونأى طاليب بهذه التصرفات عن الجمهور الكوديمي الحقيقي، معتبرا أن من قام بأعمال الشغب «حاشا» أن يكون من الجمهور المكناسي المعروف بروحه الرياضية العالية. بدوره أبدى الطاوسي قلقه من تنامي ظاهرة الشغب بالملاعب الوطنية معتبرا أن مثل هذه التصرفات الطائشة لا تساهم في الوصول إلى الاحتراف الذي ننشده جميعا. وينتظر أن تعقد اللجنة التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اجتماعا طارئا لتدارس الأحداث التي شهدتها مباراة الكوديم والماص والبث فيها. و حسب القوانين العامة للجامعة فمن المنتظر أن يخسر الكوديم مباراته بجزاء بالإضافة لإجرائه لأربع مباريات على ميدانه بدون جمهور مع غرامة مالية تقدر بحوالي 10 آلاف درهم. وتشير المادة 63 من القانون التأديبي للجامعة إلى أنه في حال ما إذا تم رمي أجسام غريبة من طرف الجمهور على الملعب (قنينات أو حجارة) وإذا ما أجبر الحكم على إيقاف اللقاء للحفاظ على سلامتهم و سلامة اللاعبين والمدربين فإن الفريق المستضيف يعتبر منهزما في المقابلة ، إضافة إلى عقابه بأربع مباريات بدون جمهور كما سيعاقب بغرامة مالية أدناها 10.000 درهم . وعليه وحسب القانون يعتبر فريق النادي المكناسي منهزما في المباراة أمام المغرب الفاسي، والسبب في ذلك بعض الجمهور الذي لا يدرك عواقب أفعاله الطائشة حتى وإن كان محبا لفريقه. من جهة أخرى أكدت بعض المصادر أن فريق الوداد البيضاوي قد يدخل على الخط ليطالب هو الآخر بثلاث نقاط مباراته أمام الكوديم التي جرت بمدينة مكناس برسم مؤجل الدورة السابعة من البطولة الوطنية وانتهت بالتعادل السلبي، حيث شهدت المباراة رشقا للملعب واللاعبين بالحجارة والكؤوس الزجاجية، لكن الحكم لم يوقف اللقاء رغم شعور اللاعبين بالتهديد بالتعرض للإصابة بالحجارة من المدرجات.