الكوديم مهدد بخسارة المبارة وإجراء أربع مباريات بدون جمهور وأداء غرامة مالية أوقف الحكم بوشعيب لحرش، المباراة التي جمعت بين فريقي النادي المكناسي وضيفه المغرب الفاسي، مساء أول امس الثلاثاء بالملعب الشرفي بمكناس، برسم الدورة 13 من البطولة الوطنية الإحترافية، بسبب أعمال الشغب. وأعلن الحكم لحرش توقيف المباراة في الدقيقة 52 من الشوط الثاني، حيث كان النادي المكناسي متفوقا بهدف للاشيء، سجله محمد كامارا في الدقيقة 47، بعد رشق اللاعبين بالحجارة من طرف بعض الجماهير، ما أسفر عن إصابة لاعب فريق المغرب الفاسي عبد المولى برابح في رأسه. وكان مدرب الفريق الفاسي، رشيد الطاوسي، أصيب بدوره بإحدى المقذوفات ليتوقف اللقاء لأزيد من خمس دقائق قبل استئناف اللعب. ومنذ تسجيل هدف الغيني كمارا سادت حالة من الهستيرية بين الجماهير المكناسية، حيث اضطر الحكم إلى توقيف المباراة بعد إصابة المدرب رشيد الطاوسي، إذ غادر الملعب لتلقي العلاج ثم عاد بعد أربع دقائق ليتم استئناف اللعب لفترة قليلة تعرض بعدها عبد المولى برابح لاعب وسط المغرب الفاسي لإصابة بالغة في رأسه جراء رشق الملعب بالحجارة ليتم نقله إلى المستشفى على الفور. ولعل إصابة برابح هي النقطة التي أفاضت الكأس، ذلك أن الطاوسي أمر لاعبيه بمغادرة الملعب والإلتحاق بمستودع الملابس، خصوصا بعدما تبين للحكم استحالة إتمام المباراة في هذه الظروف، وبالرغم من المحاولات التي قام بها المكتب المسير للنادي المكناسي لثني الفريق الفاسي على مغادرة الملعب فقد أصر لاعبو هذا الأخير على موقفهم، مما اضطر معه الحكم لحرش إلى توقيف المباراة في انتظار البث فيها من طرف لجنة القوانين والأنظمة التابعة للجامعة. وقد صرح بوشعيب لحرش، الذي قاد مباراة النادي المكناسي والمغرب الفاسي، بأنه كان مضطرا لإيقافها من أجل سلامة اللاعبين بعد أن شعر بأنهم أصبحوا تحت تهديد الحجارة التي ألقى بها المشجعون. وقال: «خلال الشوط الأول من المباراة ألقى المشجعون بالحجارة داخل الملعب، وقد نبهت المنظمين بانفلاتات بعض الجماهير وطمأنوني على أنهم سيقومون بإجراءات أمنية.. وفي الجولة الثانية ألقى مشجع بحجارة أصابت رأس لاعب من المغرب الفاسي (عبدالمولى برابح)، وهو ما دفعني إلى الإعلان عن توقيف المباراة من أجل سلامة اللاعبين، وبالتالي سأرفع تقريرا بالحالة إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للنظر فيه..». وكانت أحداث مماثلة قد عرفتها المباراة المؤجلة عن الدورة الثامنة والتي جمعت بين النادي المكناسي والوداد البيضاوي وانتهت بالتعادل السلبي، إذ قام العديد من أنصار الفريق المحلي برشق اللاعبين بالقنينات الزجاجية والكِؤوس، لكن لم تسجل أية إصابات في صفوف لاعبي الفريق الأحمر. وحسب القوانين العامة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فمن المنتظر أن يتعرض النادي المكناسي لعقوبات قاسية، إذ سيخسر مباراته أمام المغرب الفاسي بجزاء بالإضافة لإجرائه لأربع مباريات بميدانه بدون جمهور وذعيرة مادية تقدر ب10 ألاف درهم. ومن تداعيات أعمال الشغب هذه، أكد رئيس النادي المكناسي عبد المجيد أبو خديجة، في تصريح صحفي على أنه المستهدف الأول من هذه الأحداث، مما يجبره على تقديم الاستقالة تفاديا لضغوطات أكثر، خصوصا أن بعض الفعاليات من الجمهور المكناسي طالبت في وقت سابق تنحي الرئيس من منصبه لأسباب مرتبطة بالتسيير. ومن جهته، عبر مدرب الفريق المكناسي عبد الرحيم طاليب، عن غضبه بعد أعمال الشغب التي عرفتها المباراة والتي أوقفها الحكم لحرش رغم تقدم الفريق الأحمر بهدف واحد دون رد. وتوجه طاليب للمدرب رشيد الطاوسي والذي أغمي علي بعدما أصابته حجرة على مستوى الرأس و ذلك لمواساته فيما حدث. واعتبر طاليب على أن هذا التصرف الطائش لن يكون إلا من طرف محسوبي جمهور الكوديم و المعروف بدعمه اللامشروط للنادي. تبقى الإشارة أن أعمال الشغب امتدت أيضا إلى منافسات القسم الثاني، خصوصا الأحداث التي عرفتها المباراة التي جمعت الأحد الماضي بين الرشاد البرنوصي والكوكب المراكشي، وشهدت مشاداة بين أنصار الفريقين استعملت في السيوف والسكاكين، إضافة إلى رشق اللاعبين بالكؤوس والمقذوفات.