جروح وإصابات مختلفة بعد رشق الفريق الضيف بالحجارة والقنينات والكؤوس الزجاجية المسؤولية مشتركة بين جهاز الأمن ومسيري الكوديم والجامعة المشرفة شهد الملعب الشرفي بمدينة مكناس مساء أول أمس (الثلاثاء) أحداثا لا رياضية لا تشرف لا المكناسيين ولا كرة القدم الوطنية ولا الرياضة المغربية بصفة عامة، أحداث أدت إلى توقيف مقابلة في كرة القدم بين النادي المحلي والمغرب الفاسي في حدود الدقيقة 57، بعد إصابة عدد من لاعبي الفريق الضيف وكذلك المدرب رشيد الطاوسي بجروح إثر رشقهم بالحجارة والقنينات الفارغة والكؤوس الزجاجية انطلاقا من المدرجات. وبالرغم من أن الفريق المحلي كان متفوقا بهدف كامارا خلال الشوط الأول، فإن اللقاء توقف أكثر من مرة بسبب السلوك اللا حضاري من طرف جمهور محسوب على النادي المكناسي، حيث تعرض في البداية المدرب رشيد الطاوسي لإصابة اضطر على إثرها للمغادرة والاحتماء بمستودع الملابس، ليعود لأرضية الملعب ويتقرر استئناف المقابلة، إلا أن الدقيقة 53 كانت فاصلة بعدما اضطر الحكم بوشعيب لحرش إلى الإعلان عن توقيفها، بعد استحالة مواصلة أطوارها، على إثر تجدد عملية رشق لاعبي الفريق الضيف بالحجارة، الشيء الذي نتجت عنه إصابة اللاعب عبد المولى برابح بجروح بليغة في رأسه. ما حدث بملعب مكناس ليس منعزلا ولا سابقة على الصعيد الوطني، إذ أصبح العنف والشغب مرادفا أسبوعيا للقاءات الرياضية خاصة مقابلات كرة القدم وأحيانا كرة السلة، وبالرغم من الإجراءات والعقوبات والنداءات المتكررة، والقوانين الزجرية، فإن ذلك لم يحل دون تكرار حالات الشغب الذي يتحول إلى انفلات أمني سواء داخل الملاعب أو خارجها، والدليل على ذلك الاعتداءات التي تحدث بالشوارع والأزقة المحيطة بالفضاءات الرياضية، وما يواكبها من تكسير للسيارات والحافلات العمومية وتخريب للممتلكات العامة والخاصة. هكذا تحول الشغب من ظاهرة عابرة إلى واقع حقيقي يقتضي التعامل معه بكل حزم وجدية ومسؤولية، فالظاهر أن الاكتفاء بإصدار القوانين والمقاربة الأمنية لم يف حتى الآن بالمطلوب.. صحيح أن هذه الإجراءات وغيرها ساهمت، إلى حد ما، في التقليل من حدة الشغب المصاحب للمقابلات الرياضية، إلا أن واقع الحال يتطلب عدم الاستهانة بهذا الخطر المحدق والدائم، فعدم تجدد حالات الشغب بالملاعب التي سبق أن تعرضت من قبل للتوقيف كمراكش، آسفي، تطوان، القنيطرة، لا يعني أن العدوى لا يمكن أن تمتد لجهات أخرى، والدليل هو أن ملعب مكناس لم يسبق أن عرف منذ سنوات أحداثا مماثلة كتلك التي عرفها مساء الثلاثاء الماضي. والواقع أن مسؤولية الأمن بالعاصمة الإسماعيلية قائمة، فكيف يسمح بإدخال الأحجار والقنينات والزجاجات الممتلئة والفارغة والكؤوس الزجاجية إلى الملعب؟ وهل قام رجال الأمن والمكلفون بالتنظيم بالدور المطلوب منهم أمام أبواب الملعب؟ ولماذا لم يتخذ مسؤولو الفريق المكناسي العبرة من المقابلة السابقة أمام الوداد؟ بعد تعرض لاعبي الفريق البيضاوي للرشق بنفس الأدوات، ومن حسن الحظ لم تسجل أية إصابة وسط اللاعبين وكذلك الطاقم التقني. إن المسؤولية مشتركة بين الأمن والمكلفين بالتنظيم ومسؤولي الفريق الضيف ومعهم الجامعة المشرفة على تسيير اللعبة وطنيا، إذ يظهر أن كل هذه الجهات لم تقم بالدور المنوط بها. وعلى ذكر الجهاز الجامعي، فإن عدم تدخله الحازم بعد الأحداث التي عرفها نفس الملعب خلال مقابلة الوداد، وعدم اتخاذه لعقوبات تأديبية، ساهم بدرجة كبيرة في تكرارها، والنتيجة جاءت كما تابعها الرأي العام الوطني ومعه الدولي، بعد تركيز الفضائيات ووكالات الأخبار والمواقع الإلكترونية على ما حدث في مقابلة رياضية تهم الدوري المغربي الذي يقال إنه أصبح محترفا. إنها صورة مؤسفة قدمت مساء الثلاثاء عن الرياضة المغربية، خاصة وأن المغرب مقبل على احتضان العديد من التظاهرات الرياضية، من بينها كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم للأندية البطلة، وغيرها من المنافسات التي تريد منها الرياضة الوطنية العودة بقوة للواجهة الدولية، والمطلوب هو اتخاذ قرارات وإجراءات صارمة، والوقوف على مسؤولية كل الأطراف دون تساهل ولا محاباة...