شهد ديربي مدينة فاس أعمال شغب كبيرة تسبب فيها بالدرجة الأولى حسب الجميع جماهير فريق المغرب الفاسي التي لم تستسغ نتيجة تعادل فريقها أمام غريمه التقليدي الواف، بعدما كان ممثل العاصمة العلمية الأول مرشحا للفوز بنقط اللقاء نظرا للمشوار الناجح الذي قطعه لحد الآن في منافسات كأس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم. وحسب مراسلنا بمدينة فاس، عندما بدأت بقذف مفرقعات نارية على أرضية الملعب، وزادت في حدة غضبها من خلال الشعارات المهينة والسوقية، ولم تكتف بذلك بل أقدمت على رشق القنينات والحجارة على الجهة التي يجلس بها المكتب المسير لوداد فاس. ولولا تدخل الأمن في الوقت المناسب لنزلت جماهير وداد فاس والمكتب المسير للفريق إلى أرضية الملعب لمتابعة المقابلة بعدما أصبحت مهددة بالرشق بالحجارة والقنينات. كما عمدت الجماهير الغاضبة إلى تكسير كراسي المركب الرياضي قبل نهاية المقابلة، إضافة إلى الملاسنات من قبل لاعبي الماص في داخل مستودع الملابس. ولم يكتف مرتكبو أعمال الشغب بذلك، بل عمدوا إلى سرقة حاسوب للتنقيط الآلي كانت تستعمله نقطة أمنية للتفتيش على مقربة من المركب الواقعة على الطريق المؤدية إلى مدينة صفرو، حيث لازال البحث جاريا على هؤلاء. كما تعرضت المصابيح والسلاسل التي كان يستعملها رجال الأمن كعدة في عملهم بهذه النقطة إلى التكسير والإتلاف، بسبب تدفق الأعداد الكبيرة من الجماهير التي بدت في حالة غضب قصوى ، اضطرت على إثرها العناصر الأمنية المكلفة بنقطة التفتيش إلى الإنسحاب من مكانها حتى لا تتطور الأمور إلى الأسوأ . وبعد هذه الأحداث التي يبدو أن عواقبها ستكون وخيمة على الماص، خرج عبد الرزاق السبتي، رئيس الوداد الرياضي الفاسي، بتصريح يؤكد فيه على أنه قرر الإنسحاب من رياضة كرة القدم بعدما وضع في موقف صعب حيث خيرته عائلته بين مغادرة هذه اللعبة و بين الإنكباب لرعاية عائلته التي أبدت تخوفها بعد الأحداث التي عرفها ديربي فاس. هذا و قال السبتي على أن فريق المغرب الرياضي الفاسي نجح في حربه النفسية منذ بداية الموسم بعدما دفع بعض المحسوبين و الذي وصفهم ب»البلطجية» من أجل التهجم على الواف بمكتبه و أنصاره. إذن، عاشت مدينة فاس نهاية أسبوع أسود امتزجت فيه كل أنواع الشغب من طرف قاصرين لاهم لهم سوى التكسير وإتلاف ممتلكات الغير والإعتداء على المواطنين وسلبهم لكل حاجياتهم، وهذا في حد ذاته يهدد الممارسة الرياضية ببلادنا ويشكل لدى الأندية التي تنتمي إلى نفس المدينة حربا قبلية، وهذا ما نشاهده بالخصوص في الديربي البيضاوي وبعض المباريات الكبيرة. وتعود هذه الأعمال حسب بعض المهتمين بهذا الجانب، إلى الكراهية التي أصبحت متفشية بين العديد من محبي الفرق المتبارية، والتي فتحت صراعات طويلة بين هذه الفئات خصوصا في ظل تنامي ظاهرة «الإلترات» التي أصبحت خطاباتها قدحية تثير العنف بشتى أنواعه. وظاهرة الشغب لم تعد تقتصر على أنصار الفرق المتبارية، بل تعدى ذلك إلى صفوف المكاتب المسيرة وكذا المنخرطين، الذين عادة ما يكونون وراء تحريض فئات معينة في اندلاع أعمال لاتمت للرياضة بصلة، أو في حق حكام المباريات من خلال توجيه اتهامات لهم غير مسؤولة، وأحيانا حركات واستفزازات المدربين التي عادة ما تؤجج الجماهير الغاضبة. يرى بعض مرتادي الملاعب الرياضية أن متسببي أعمال الشغب أصبحوا يجدون في هذه الأماكن ملاذا لتفريغ مكبوباتاتهم وحقدهم الإجتماعي، من خلال تكسير زجاج السيارات التي هي في ملكية الخواص، أو إتلاف الأملاك العمومية كالحافلات أو بعض المؤسسات، لذا يجب التصدي لهذه الظاهرة التي باتت تشكل جحيما لسكان الأحياء المجاورة للملعب. وبالرغم من المجهودات التي قامت بها السلطات المعنية بسن مجموعة من الإجراءات للقضاء على هذه الظاهرة، فإن أعمال الشغب تتزايد من أسبوع لآخر، وأنه حسب الإحصائيات الأخيرة، فإن القاصرين هم الذين يتسببون في مثل هذه الأعمال من خلال منعهم من ولوج الملاعب. إذا، فجميع الأطراف المشاركة في لعبة كرة القدم، إضافة إلى رجال الأمن مطالبين بتضافر الجهود لتطويق هذه الظاهرة، وإيجاد طريقة مناسبة من أجل محاربة هذه الآفة، والتي باتت تشكل تهديدا خطيرا لمرتادي الملاعب الرياضية.