شغب وتكسير ومحاولة اعتداء على المكتب المسير للواف تعادل فريق المغرب الفاسي أمام وداد فاس، في ديربي العاصمة العلمية، بصفر لمثله، في المواجهة التي احتضنها عصر الأحد الماضي مركب فاس برسم الجولة الخامسة من دوري المحترفين المغربي. وهو الديربي رقم 13، للمغرب الفاسي أربع انتصارات، وللوداد الفاسي انتصارين، وتعادل الفريقان سبع مرات. فأمام جمهور غفير، لم يستطع لاعبو الماص تخطي الخصم، رغم المحاولات العديدة. دخلت عناصر المغرب الفاسي هذا الديربي بطموحات متباينة، وبمعنويات مرتفعة، قصد الحصول على ثلاث نقط، لتعزيز مكانتها ضمن الفرق الأقوياء ولتكون حافزاً قوياً لمعنويات اللاعبين لتحقيق أول لقب قاري وطرد النحس عن الألقاب في لقاء الإياب أمام أنتير كلوب الأنغولي في الأسبوع المقبل. في حين دخلت عناصر الواف المقابلة، بمدرب جديد شارل روسلي الذي سبق له أن درب فريق المغرب الفاسي وغادره سنة 2005، وتبحث عن الاستقرار التقني، بعد حصولها على نقطتين من أربع مباريات بهزيمتين وتعادلين. ولم تتمكن الجماهير الغفيرة التي حضرت إلى ديربي الجارين، من معاينة اهتزاز شباك أحد الفريقين. التي كان بإمكانها أن تعطي زخماً ودفعة أقوى للقاء المغرب الفاسي ووداد فاس التي انتهت أطوارها بالتعادل السلبي. فمع انطلاق المباراة اندفعت المجموعة المصاوية من خلال الضغط وخلق العمليات الهجومية بحثاً عن هدف السبق، لكن رغبة الماص في الفوز ومعانقة الشباك، اصطدمت بعزيمة لاعبي الواف الذين كسروا كل المحاولات الهجومية، حيث حصنوا الدفاع وملئوا وسط الميدان مما شل فرص التهديف. المباراة رغم طابع الديربي الذي ميزها، فإنها عرفت تحكيماً جيداً بقيادة رشيد بلحواجب. وبنتيجة التعادل السلبي بين الفريقين، تراجع المغرب الفاسي للصف الثالث برصيد 9 نقط، بينما صعد وداد فاس للصف الثاني عشر برصيد 3 نقط. وقد شهد ديربي المغرب الفاسي والوداد الفاسي، أحداثاً لا رياضية من طرف جمهور المغرب الفاسي، الذي لم يرض على نتيجة التعادل السلبي. فقبل بداية المقابلة، كان الجميع يراهن على فوز الماص وبحصة ثقيلة نظراً للنتائج التي حققها الفريق سواء على واجهة البطولة الوطنية أو كأس العرش أو كأس إفريقيا. فقد بدأت شرارة الغضب في الشوط الثاني، عندما بدأت بقذف مفرقعات نارية على أرضية الملعب، وزادت في حدة غضبها من خلال الشعارات المهينة والسوقية، ولم تكتفي بذلك بل أقدمت على رشق القنينات والحجارة على الجهة التي يجلس بها المكتب المسير لوداد فاس. ولولا تدخل الأمن في الوقت المناسب لنزلت جماهير وداد فاس والمكتب المسير للفريق إلى أرضية الملعب لمتابعة المقابلة بعدما أصبحت مهددة بالرشق بالحجارة والقنينات... وهذا السلوك اللارياضي يقع في زمن كل المغاربة يعزفون سمفونية الاحتراف، لكن الواقع يقول أن هذا الاحتراف مازال يحبو كطفل صغير. ومن مظاهر فشله تكسير كراسي المركب الرياضي بفاس قبل نهاية المقابلة، بحجة عدم رضى جماهير المغرب الفاسي على النتيجة. أما التنظيم فكان غائباً، ولا ندري أين اختفى منظمو المغرب الفاسي؟ فالنتيجة كشفت مساوىء عدة للتنظيم، فداخل مستودع الملابس كانت هناك صراعات وتلاسنات وغضب من قبل الماص. ويبدو أن هذا الديربي قد عرى عن المسكوت عنه، فالندوة الصحفية ألغيت؟ أما منصة الصحافة أصبحت مرتعاً للقاصرين والمراهقين، واجتاحتها أيضاً جحافل لأشباه المراسلين الذين ينشرون مقالاتهم في المقاهي ومن أعلى السطوح، فقد ابتليت فاس ومنصتها الصحفية بأناس غرباء عن الصحافة الرياضية ويسيئون إليها. وقد صرخنا مراراً أن تخضع هذه المنصة للتنظيم من قبل إدارة المركب لكن لا حياة لمن تنادي.