توقفت مباراة شباب الريف الحسيمي والوداد الرياضي بعد مرور 10 دقائق على انطلاقها بسبب الأحداث التي شهدتها مدرجات ملعب ميمون العرصي. ورغم استنفار المباراة أعدادا كبيرة من رجال الأمن، فإن ذلك لم يمنع من اندلاع أحداث في الجزء الأيسر المحادي للمنصة الشرفية للملعب، حين عمد بعض المحسوبين على جمهور الوداد إلى رشق جمهور شباب الريف بالحجارة، واستفزازه، ما حول الأخير إلى حلبة للتراشق بها، أمام مرأى رجال الأمن والقوات المساعدة، الذين استعصى عليهم احتواء الأحداث. وأدت الأخيرة إلى تهشيم زجاج قاعة 3 مارس، وإصابة عدد من مشجعي الفريق الحسيمي بجروح خفيفة، كما أصيب تلميذ يتابع دراسته بثانوية الإمام مالك بالحسيمة برضوض على مستوى الرأس، لينقل على عجل إلى المستشفى الإقليمي بعد أن أغمي عليه. ولم يقو رجال الأمن على تطويق الشغب الذي تسببت فيه فئة من جمهور الفريق الضيف، حسب العديد من المصادر، ليمتد إلى رقعة الملعب، حين اقتحم الأخير جانبا من أرضيته. واضطر العديد من المدعوين لمتابعة المباراة ضمنهم والي جهة تازةالحسيمة تاونات ورئيسها، ورئيسة المجلس البلدي للحسيمة ورئيس المجلس الإقليمي، والقائد الجهوي للدرك الملكي، لمغادرة المنصة الشرفية، بعدما تعرضت الأخيرة لوابل من الحجارة كان مصدرها جمهور الوداد. ولم تنج مقصورة الصحافيين والمراسلين بدورها من عملية الرشق بالحجارة، من طرف مشجعي الوداد الرياضي. وتدخل محمد الحافي والي جهة تازةالحسيمة تاونات شخصيا حين نزل إلى أرضية الملعب، وكذا لاعبو الفريقين، محاولة منهم لتهدئة الجمهور، وإعادة الاستقرار إلى المدرجات، إلى أن تمت السيطرة على مجريات الأحداث بعد محاصرة جمهور الوداد أمام أحد أبواب الملعب، الذي تم إخلاؤه من مناصري الفريق الضيف، الذين ظلوا محاصرين في المكان نفسه لأزيد من ثلاث ساعات. وتأسف إدريس السلاوي الناطق الرسمي باسم الفريق البيضاوي لما وقع، مؤكدا أن المباراة كانت سائرة في ظروف عادية، قبل أن يفاجأ باندلاع الأحداث في جزء من المدرجات، مضيفا أنه لايعرف من جر الآخر إلى الرشق بالحجارة، وأن جمهور الوداد لم يتجاوز 150 متفرجا. في المقابل حمل العديد من المصادر مسؤولية ما حصل إلى جمهور الوداد، معتبرين الملعب لم يعرف أحداثا كهذه منذ تشييده، رغم حساسية العديد من المباريات التي احتضنها. وقال مصدر من المكتب المسير لفريق شباب الحسيمة إن جمهور الوداد الذي تجاوز عدده 200 متفرج، كان يبحث بعد انطلاق المباراة عن أي فرصة لإيقاف المباراة، خاصة بعد الفرصة التي أتيحت للفريق المضيف وأهدرها، في الدقائق الأولى من المباراة، مؤكدا أن ما عرفته بعض المدرجات من أحداث كان مفتعلا، مشيرا إلى أن اللجنة المنظمة قامت بواجبها، إذ اتخذت كافة التدابير لتفادي أي احتكاك بين مشجعي الفريقين، معتبرا جمهور الفريق الضيف هو من جر أنصار شباب الحسيمة إلى تبادل الرشق. ودعا العديد من الفعاليات الرياضية بالحسيمة جمهور الفرق الوطنية إلى نبذ الشغب، وربط علاقات حميمية بين جماهير ومشجعي الأندية للممارسة الكروية في بلادنا. وفي تصريحه لوسائل الإعلام ، قال حكم المباراة خليل الرويسي إنه اضطر إلى إيقاف المباراة والإعلان عن نهايتها، بعدما تبين له أنه أصبح مستعصيا إتمامها في ظل الأحداث التي عرفها جزء من مدرجات الملعب، مضيفا أن سلامة اللاعبين هي الأولى بالنسبة إليه.