قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إغلاق ملعب "ميمون العرصي" معقل نادي شباب الحسيمة إلى أجل غير مسمى، عقب الأحداث اللا رياضية التي شهدها خلال المباراة التي جمعت الفريق الحسيمي بضيفه الوداد البيضاوي برسم الجولة الثامنة من الدوري. وتقرر تشكيل لجنة تضم أربع جهات وهي الجامعة، ووزارة الشبيبة والرياضة، والأمن الوطني، بالإضافة إلى العصبة، من أجل القيام بزيارة ميدانية تفقدية للملعب، وإعداد تقرير مفصل حول مكامن الخلل فيه، وتحديد المرافق التي ينبغي إعادة هيكلتها بشكل يتوافق مع معايير السلامة لتفادي تكرار ما وقع في لقاء الجولة الثامنة. وستقوم اللجنة ذاتها بعد شهر واحد من الزيارة الأولى، بزيارة ثانية لتفقد ما إذا كانت الإصلاحات الواردة في تقريرها قد تم إنجازها، وبالتالي الأمر بإعادة فتح أبواب الملعب لاحتضان المباريات الرسمية، أو اتخاذ قرار بإغلاق الملعب بصفة نهائية إلى نهاية الموسم، وحينها سيكون فريق شباب الحسيمة مطالبا بالبحث عن ملعب خارج المدينة لاستقبال منافسيه. وكانت مباراة شباب الحسيمة والوداد قد شهدت بعض أحداث الشغب التي تسبب فيها محسوبون على جماهير الناديين، ما دفع الحكم خليل الرويسي إلى إيقاف المواجهة بعد 8 دقائق فقط على انطلاقتها، علما أن هذه المباراة كانت هي الأولى للفريق الحسيمي على أرض ملعبه منذ بداية الموسم، حيث كان ملعب "ميمون العرصي" يخضع لبعض الإصلاحات على مستوى الأرضية وبعض المرافق. ووجد الحكم خليل الرويسي نفسه مضطرا إلى إيقاف المباراة، بسبب تبادل التراشق بالحجارة بين جمهور الفريقين الحسيمي والبيضاوي، حيث شابت جانب من مدرجات الملعب فوضى كبيرة، رغم تدخل رجال الأمن واللاعبين لتهدئة الأوضاع. وتبادل حينها بعض مسؤولي الوداد وشباب الحسيمة الاتهامات بخصوص من يتحمل مسؤولية ما وقع، ففي الوقت الذي قالت في مصادر مسؤولة من فريق شباب الحسيمة أن جماهير الوداد هي التي تسببت فيما حدث، متهمة إياها بحمل الحجارة معها من خارج الملعب، وأنها هي التي بدأت عملية التراشق، نفت مصادر ودادية الأمر جملة وتفصيلا، وقالت إن عددا كبيرا من جماهير الفريق الأحمر ظلت خارج أسوار الملعب رغم أنها تتوفر على تذكرة، وانتقدت المصادر نفسها سوء التنظيم بالملعب، وقالت إن الجانب التنظيمي شابته مجموعة من الخروقات التي ساهمت في توتر الأوضاع، مشيرة إلى أن المنطق كان يقضي بفصل جماهير الفريقين بسياج أمني أو وضعهما بعيدا عن بعضهما البعض تفاديا لأي احتكاك. وكانت اللجنة التأديبية للجامعة قد قررت معاقبة الفريقين بعد الأحداث التي شهدتها مباراتهما، حيث عاقبت الوداد بخوض لقاء واحد بدون جمهور مع تغريمه مبلغ 10 آلاف درهم، كما عاقبت الفريق الحسيمي بخوض مبارتين بدون جمهور وغرامة قدرها 10 آلاف درهم. في سياق متصل أكدت لجنة الاستئناف إعادة مباراة شباب الحسيمة والوداد، وتم تحديد ملعب "مارشان" بطنجة لاحتضان المواجهة التي ستجري بمدرجات فارغة. تبقى الإشارة إلى أن جامعة كرة القدم كانت قد أقدمت على خطوة غريبة، بعقدها للقاء صحافي على هامش نصف نهائي كأس العرش، استدعت إليه مسؤولين من الوداد وشباب الحسيمة بالإضافة إلى مدربي الفريقين وبعض اللاعبين من الجانبين، لإصلاح العلاقة بين الناديين، على حد تعبير العضو الجامعي الوالي العلمي، علما أن لا مسؤولي شباب الحسيمة والوداد، ولا لاعبيهما قد دخلوا في أي صراعات خلال المباراة، ولم يحدث بينهم أي شنآن يستلزم تدخل طرف ثالث لإجراء الصلح بينهم.